فالح الذبياني.. عراب الصحافة الشبابية
قبل 13 عامًا من الآن بدأ حياته المهنية محررًا في صحيفة المدينة قبل أن يصبح مديرًا لمكتب الصحيفة في مدينة مكة المكرمة، قبل أن يعين مديرًا لمكتبها بالرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وتدرج في مواقع صحافية عدة، آخرها مساعدا لرئيس تحرير صحيفة عكاظ التي ودعها في 2014، هو فالح بن عايش الذبياني من قبيلة بني ذبيان الذي حصد جوائز عدة في الاعمال الصحافية المتميزة والأداء الخلاق محليا وخليجيا وعربيا.
على مدى عقد ونصف، حقق الذبياني نجاحًا مبهرًا منقطع النظير في تطوير الصحافة الشبابية التي واكبت تطورات العصر وتعقيداته، إلا أن هذا النجاح الذي حققه الذبياني لم يكن سهل المنال أو طريقًا يسيرًا بل كان مشوارًا مليئًا بالصعاب التي تمكن من التغلب عليها ليصبح واحدًا من أبرز الأقلام الصحافية العربية المهنية.
لم يكن حلم العمل بمهنة الصحافة هو حلم الطفل فالح الذي نشأ في قبيلة بني ذبيان، لأسرة فقيرة عانت من الفقر المدقع،* بل تولد الحلم لدى الطفل معدم الأماني ليساعد أسرته وقبيلته ويحول حياتهم من ألم ومعاناة وبدائية إلى استقرار ومعيشة آدمية فقرر التوجه للصحافة ليعبر عن هموم ومشاكل بني جلدته، إلا أن الشاب الثانوي فالح لم يكن يتوقع أبدًا أن يكون أخيه الصغير هو بطل قصة حياته الذي كان قصة ميلاده السبب في أن يدخل الذبياني في عالم الصحافة.
وبعد هذه المشاهد من قصة المعاناة وحصوله على الشهادة الثانوية طرق أبواب قسم الإعلام بجامعة أم القرى، وقرر فالح أن يكون مثالًا يحتذى به للأجيال القادمة فكان ذلك الرجل العصامي الذي جمع بين العمل موظفًا في أمانة العاصمة المقدسة وأن يكون علمًا في بلاط صاحبة الجلالة، في المهنة التي لم يكن وقتها لها أي مستقبل أو أهمية كما لها من شأن اليوم، أو كما وصفها له أخيه الأكبر الذي عاند دخوله هذا المجال قائلًا له أن “الإعلام إعدام”، إلا أنه بالرغم من هذه المقاومة الشرسة، مضى الشاب وحده في طريق أحلامه.
وصدق أخيه فالقلم الصحافي سيف ذو حدين إن لم تقطعه بالحق قطعك وإن طاوعته بالأباطيل أيضًا قطعك، فخسر الشاب العصامي وظيفته –آنذاك- في أمانة العاصمة المقدسة بعد حوار صحافي لاتنتقصه أي من أسس الأمانة المهنية الإعلامية والصحافية أجراه مع أمين العاصمة المقدسة الدكتور خالد حمزة النحاس –آنذاك-، في بداية مشواره كصحافي هاو في جريدة المدينة.
وبعد تعيينه في صحيفة المدينة وخلال مشوار طويل تنقل بين مكاتبها بالمملكة وحتى دخل أعرق المؤسسات الصحافية بالسعودية، جريدة عُكاظ، لم يكن بالمشوار السهل أبدًا، بل كان مليئًا بالصعوبات ومحفوفًا بالمخاطر، إلا أنه وكما يقال فالإعلام إعدام، كان يعرف الذبياني جيدًا أن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود، ولكنه تمكن بالإصرار الصحفي والعزيمة أن يصل للنجاح الذي كان يحلم به ويداعب مخيلته منذ كان طفلا.
المحتوى من صحيفة ماب
|