فصل طالبات الطائف.. مشاجرة محدودة وعقوبة مغلظة

تابع المجتمع السعودي بشغف ماحدث في جامعة الطائف من مشاجرة بين بعض الطالبات ، وأجمع الكل على ضرورة معاقبة المخطئات ليكن عظة وعبرة وضمان عدم تكرارهن ما حدث.

وكانت التوقعات أن الجامعة ستفرض عقوبة تربوية على الطالبات باعتبارها مؤسسة تربوية قبل ان تكون تعليمية ، ولكن المفاجأة الصادمة أن الجامعة قررت فصل 9 طالبات وحرمانهن من إكمال الدراسة حتى في بقية الجامعات الآخرى لتقضي بذلك على مستقبلهن التعليمي.

وتعتبر العقوبة قاسية ومجحفة وربما تكن لها آثار سلبية كبيرة على الطالبات بعد أن وجدن أنفسهن خارج المنظومة التعليمية وفقدن الفرصة في الحصول على الشهادة الجامعية والتي تعتبر مدخلهن للحصول على الوظيفة.

ماحدث من مشاجرة يمكن أن تحدث بين الشقيقات في المنزل ، وحدثت مثلها كثيراً في المدارس والجامعات السعودية بل وكانت بشكل أكبر وأفظع ولكن القرارات التي عوقب به المخطئون لم تصل لدرجة الفصل.

ومع الإدانة الكبيرة لماحدث من الطالبات ، تبقى عقوبة الفصل غير متسقة مع الجرم الذي وقع ، خاصة وأن الإصابات التي وقعت على الطالبات ليست خطيرة ولم يمكثن في المستشفى سوى ساعات ، ليصبح من غير المعقول أن تكتب الجامعة نهاية مستقبلهن التعليمي بهذا الشكل ، فكان من الممكن أن تكون العقوبة بإيقافهن لفصل دراسي أو فصلين أو حتى ثلاث وبالتالي تكون العقوبة أدت غرضها وحفظت الجامعة هيبتها، فقطعاً لن يتكرر الخطأ منهن مرة ثانية.

وكان يمكن للجامعة أن تتدرج في العقوبة بحيث إذا تكرر الخطأ يكون الفصل هو الحل الناجع ، كما أنها لم يحالفها التوفيق في رفع توصية لوزارة التعليم بحرمان الطالبات من الدراسة في بقية الجامعات ، خاصة وأن الحرمان النهائي من التعليم سيؤثر عليهن اجتماعياً وحتى في حياتهن الخاصة، وسينعكس أيضاً على اسرهن، وستكون النظرة لهن بشكل سلبي.

وفي الختام أصبحت وزارة التعليم أمام محك كبيرلتنصف الطالبات مما تعرضن له من ظلم فاق حجم الجرم الذي ارتكبنه، وهو أشبه بعقوبة الإعدام لشخص ضرب آخر دون أن يقلته .



المحتوى من صحيفة ماب