وطن الإنجاز.. والشائعات
أحمد بن عيد الحوت
تنتشر الشائعات وقت الأزمات؛ لأنها تجد مناخاً خصباً لتناقلها. ويستغل هذا المناخ ضعاف النفوس وأعداء الوطن؛ ليبثوا الفزع والإرجاف في المجتمع؛ فتنعدم الثقة بين أطيافه، وتتفكك أواصر المحبة وعرى المواطنة، وينفذ منها الأعداء للإضرار بالوطن.
*وإذا كان جنودنا البواسل يحمون ثغور بلادنا، وصقور جوّنا يغيرون على كل معتدٍ ومتجاوز على سيادتنا، فإن من أوجب الواجبات على الإعلاميين والمثقفين ببلادنا التصدي للشائعات المغرضة، وذلك بكشف زيفها، وتبيان الحقيقة.. وهو عمل مكمل لتضحيات جنودنا البواسل. كما أن على المواطن ألا يكون أداة لنقل الشائعات، ولا يستهين بهذا الشأن؛ فكم من شائعة كاذبة أوجدت الفتنة، وعمّقت الفُرقة، وكانت سبب التناحر والتباغض والتقاتل.
*ولقد مكّنت التقنيات الجديدة في وسائل الإعلام المغرضين من دبلجة الأصوات، وتركيب الصور، وتزوير الخطابات، واختلاق الأكاذيب، حتى أضحت الحقائق مشوشة؛ فكان لزاماً التصدي لها؛ لحماية الجبهة الداخلية من التصدّع.
*ومما هو معلوم أنه يوجد آلاف الحسابات الوهمية التي تنشر الشائعات المغرضة ضد الوطن ومواقفه المشروعة، وهي تدار بواسطة المخابرات الإيرانية في كل من إيران العراق وسوريا ولبنان واليمن وبلدان أخرى، بأسماء وهمية، توحي بأنها سعودية، ويرتكز هدفها في صرف النظر عن الإنجازات والانتصارات التي حققتها السعودية في لجم التمدد الفارسي ببلادنا العربية، حين قطعت الأصابع الفارسية القذرة التي حاولت زرع الفتنة في البحرين، ولم تسمح لحزب الشيطان بلبنان بأن يفرض أجندته البائسة على الشعب اللبناني. كما أن دعم السعودية للمعارضة المشروعة في بلاد الشام قد مرّغت أنف إيران بالوحل؛ فخاب مسعاها في هزيمة المعارضة، حتى ذهبت تستنجد بالإمام المعصوم (فلاديمير بوتين)، ثم تسقط الأوهام الفارسية في حضيض الهزائم، وتندفن في ركام الخسائر باليمن العربي؛ لتتضح الصورة، وتشرق الحقيقة التي رددها أكثر من خبير عسكري ومحلل سياسي، بأن السعودية تهدي النصر لكل من وقفت معه، ولم تتلق هزيمة أبداً – بفضل الله وعونه -؛ لأنها ليست ذات أطماع، بل صاحبة مبادئ ومواقف صادقة في نصرة الجار والصديق، دون استغلال للمواقف، أو متاجرة بالمبادئ كما هي إيران وأذنابها.
*هذه الحقائق هي التي تؤلم إيران ومَن سار خلفها من الأفّاقين والمنتفعين؛ فذهبوا ينشرون الشائعات الكاذبة، ويشوهون الانتصارات الرائعة.. فحريٌّ بالإعلام ألا يغفل عن كشف هذه الدسائس، وإظهار إنجازات الوطن رغم أنها كالشمس وضحاها، إلا أن غبار الشائعات قد يحجب شيئاً من ضوئها. كما أن على المواطن مسؤولية قتلها في مهدها بعدم نشرها وتداولها، حماية للجبهة الداخلية من سموم الحاقدين؛ ولنحمي ظهور أبنائنا المرابطين على الثغور، وهو أبسط حقوقهم علينا.
*رأي منشور بصحيفة “سبق”.
|