مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2016-07-15, 03:01 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
وجوب التغرير بعُشَّاق التزوير
أحمد عبد الرحمن العرفج
لَاحظتُ أنَّ أَغلَبَ النَّاسِ -في الآونةِ الأَخيرَةِ- يَنقلُونَ عَن الإنسَانِ كَلَامًا، دُونَ الإشَارةِ إلَى مَصدرِهِ، مِن بَابِ «السَّبْقِ الصَّحفيِّ»، أو عَلى غرَارِ عِبَارة «كَمَا وَصلني»، ومِثلُ هَذَا السّلُوكِ يَجبُ أَنْ يُعالَجَ.. أمَّا مُعالجتُه فمُتعدِّدةٌ ومُختلفةٌ، ولَكن عَثرتُ ضِمن قِرَاءَاتي عَلَى «مَقلَب»؛ شَرِبَهُ الشَّاعرُ الكَبيرُ «كامل الشنّاوي»؛ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُحقِّقَ سَبْقًا صَحفيًّا، عَلى لِسَانِ رَئيسِ الوزرَاءِ المِصريِّ..! تَقولُ الحِكَايةُ التِي وَردتْ في كِتَابِ «أوليَاء الكِتَابةِ الصَّالحون»، للأَديب «محمد توفيق»: (سَأل «تَقلا بَاشا» -مُؤسِّس جَريدة الأهرَام- العَمَّ «كامل الشناوي»، عَمَّا إذَا كَانَ لَه أَصدقَاءُ مِن الوزرَاءِ؟، فأجَابَهُ «كامل» بعَفويَّةٍ: «إنَّني أَسهَرُ كُلَّ لَيلَةٍ مَعَ محمد محمود باشا»! فخَبط «تقلا باشا» كَفًّا بكفٍّ، فأمَامَه صَحفيٌّ يُصَادقُ رَئيسَ الوزرَاءِ، ثُمَّ يَكتبُ في جَريدتِهِ شِعرًا! ثُمَّ صَرخَ «تقلا» في «كامل»، وشَرَح لَه أنَّ هَذَا هُو أَهَمُّ مَصدرٍ صَحفيٍّ في مِصرَ، ويَجبُ أَنْ يَكونَ ذَكيًّا وقَادرًا عَلَى التقَاطِ الأخبَارِ؛ التي تُقالُ أَمَامَهُ، وبالفِعلِ ذَهَبَ «كامل»، وحَصَلَ عَلى خَبْطَةٍ صَحفيَّةٍ كُبرَى للأهرَامِ، وأَدْرَكَ «محمد محمود باشا»؛ أنَّ مَن سَرَّبَ الخَبَرَ، هو «كامل الشنّاوي»، فقَرَّرَ أَنْ يُلقِّنَهُ دَرسًا لَم يَنْسَهُ..! فذَات مَسَاءٍ، وفِي أثنَاءِ جلُوسِ «كامل» بصُحبةِ رَئيسِ الوزرَاءِ، سَمعَه يَقولُ: (إنَّ «جوبلز» -وَزيرَ الدِّعايةِ في حكُومةِ هِتلر- قَد وَصَلَ إلَى مِصرَ سِرًّا، ونَزَلَ في فُندقِ «سميراميس»)، فطَارَ «كامل» ليُبلغَ «تقلا» بِمَا جَرَى، لَكنَّ مُؤسِّسَ الأهرامِ تَشكَّكَ في المَعلومةِ، فبَحَثَ وتَقصَّى، حَتَّى أَدرَكَ أنَّه فَخٌ نَصبَهُ رَئيسُ الوزرَاءِ، ليَصطَادَ «كامل الشنَّاوي»! رُبَّمَا هَذِه المَرَّة الوَحيدة التِي صَارَ فِيهَا «الشناوي» صَيدًا، فهُو دَائمًا يَلعبُ دورَ «الصيَّادِ»؛ أينمَا ذَهَبَ أو حَلَّ)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقِي أَنْ نَصرخَ في آذَانِكم ونَقولَ: يَا قَومِ، هَلْ نَحتَاجُ إلَى إعطَاءِ مَن يَنشُر الأخبَارَ؛ مَعلوماتٍ كَاذبةً حَتَّى يَنشروهَا، وبالتَّالِي يَشعرُونَ بالحَرَجِ حِينَ يَكشفُ النَّاسُ أَكَاذيبَهم، كَما فَعلَ «محمد محمود باشا» مَعَ الشَّاعرِ «كامل الشناوي»؟.. أَم أَنَّ النَّاسَ يَرجعُونَ إلَى ضَمائرِهم، ويتَّقونَ اللهَ، ولَا يَنشرُونَ مِن الأخبَارِ؛ إلاَّ مَا كَانَ وَثيقَ الصِّحَّة، وصَديقَ الصِّدقِ؟! نقلا عن المدينة . المحتوى من صحيفة ماب |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|