مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-01-20, 01:43 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
ادغار الان بو.. الغراب تطارده أسوأ كوابيسه
“رينولدز… رينولد.. رينولدز.. رينو…. ” الكلمة او الاسم الذي ظل* مرافقًا له في أخر لحظاته، دون أي إشارة مفهومة على السبب في تلك الحالة التي وجد بها الشاعر الأمريكي الشهير وأحد رواد الحركة الرومانسية في التاريخ الأدب الامريكي المعاصر، والأب الروحي لأدب الرعب وقصص الجريمة، إدجار ألان بو، الذي عثر عليه جالسًا على جانب الطريق بأحد شوارع مدينة بالتيمور، كبرى مدن ولاية ميريلاند الأمريكية، في حالة سكر وهذيان مرتديًا ملابس رثة غريبة وكأنه كان يؤدي أحد الطقوس العقائدية الغريبة، وغادر “بو” الذي اشتهر بقصيدته “الغراب”، محلقًا على أجنحة كلماتها، تاركًا وراءه واحدة من أكثر قصص الجريمة الغامضة الواقعية.
“بينما كنتُ أومئ، بالكاد أغفو، فجأةً هُناك جاءَ دَقّ، وكأنّه شخصٌ يرقّ، على باب حجرتي يطُقّ، تأفّفتُ، إنّه زائرٌ ما.. يدقُّ بابَ حجرتي؛“ من قصيدة “الغراب” الغموض والتحرر.. يقول الفيلسوف الإنجليزي الشهير فرانيسس بيكون ” لا يوجد جمال دون غرابة في المكونات “، المقولة التي تنطبق على إبداع إدغار ألان بو Edgar Allan Poe الذي كان من رواد القصة القصيرة وأول من من كتبوها، وينسب له فضل ابتكار ما يسمى بأدب “الرعب القوطي” مع أن ذلك لا ينفي بالضرورة وجود اللون القصصي قبله، إلا أنه أول من وضع قواعد له فجعله شعبياً ذائع الصيت بعدما كان مقتصراً على بعض الأعمال القليلة المتناثرة التي لم تصل لحد تكوين تيار جديد في الأدب العالمي كذلك لا ننسى مساهمة (بو) في أدب الخيال العلمي . القواعد التي أرساها بو في آخر محاضرة له القاها بمدينة ريتشموند عام 1849 قبيل شهور قليلة من رحيله *والتي سميت بـ “بالمبادئ الشعرية” أو “مفهوم الشعر”، والتي تحدث فيها عن غاية القصيدة أو غاية الشعر بشكل عام الذي هو السمو بالروح، وقد دعا في محاضرته الشهيرة تلك إلى التحرر حين كتابة الشعر من كل “اشكال الرضا والفائدة العقلية” التي يمكن ان تسود على الذهن، ويصف هذا التحرر على انه “اثيريا” ولا يحدّ بغايات. الأصل.. طفولة بائسة ونهاية غامضة اشتهر بو، الذي ولد في 19 يناير 1809 ببوسطن عاصمة ولاية كومنولث ماساتشوسيتس الأمريكية، بكونه أحد الأعمدة الرئيسية وأوائل المؤسسين الحقيقيين لأدب الرعب بروايته وقصائده التي تمحورت حول الشر الكامن في النفس البشرية، ولعل طفولة الأديب البائسة هي السبب الرئيسي الذي كان يطارد كلماته لتسبغ عليها رهبة الغموض كما في روايته الشهيرة “القط الأسود” وكذلك في قصيدته “حلم في حلم”، والتي يقول فيها لا فرق فقد مضى
“كل ما نحن كل ما نرى الكل ليس الا حلما في حلم اظل وسط مكاسر الموج على ساحل معذب” من قصيدة “حلم داخل حلم” وكانت الديون التي غرق فيها الكاتب الأميركي الشهير، أحد الأسباب التي تطارده في كوابسه، فرغم أنه كان “كتيّبًا” لا نظير له في عصره، إلا أنه عجز عن الاستمرار في عمل واحد يضمن له مستوى لائق من الحياة ،التي لم يعرف فيها سوى الشقاء والمعاناة منذ عامه الثاني الذي تيتم فيه، إلا أنه اقتات من قلمه الصحافي وابداعه الأبي فنشر أولى مجموعاته القصصية في مجلة “برتون جنتلمان” عام 1840، ثم انتقل ليصبح رئيس تحرير مجلة أخرى نشر فيها روايته البوليسية “جريمة قتل في المشرحة” التي سرعان ما ترجمت إلى الفرنسية وتناولتها الصحف بمقالات نقدية إيجابية. وبعد أن فاز بجائزة “جريدة فيلادلفيا” وكانت تبلغ يومذاك مئة دولار عن قصة “الحشرة الذهبية” *عمل في مجلة “غراهام” ليتركها بعد عام ويعود إلى نيويورك لينشر قصيدته “الغراب” التي بدأت معها شهرته في الأوساط الأدبية لكنه بعد هذه المرحلة عاد إلى كتابة الشعر الذي بدأ به وهو في سن المراهقة مع كتابه “تيمورلنك وقصائد أخرى” ولما يبلغ الثامنة عشرة وفي العشرين اصدر مجموعته الشعرية الثانية “الأعراف” التي اقتبسها بعد اطلاعه على القرآن الكريم ليتبعها بمجموعة *“ليلة شهرزاد الثانية بعد الألف”. الموت.. عليك هو المكتوب تتجلى في كلمات قصيدة “قارئة الفنجان” لشاعر مدرسة الرومانسية العربية الحديثة، نزار القباني، مدى تأثره بالربط بين جماليات الغموض في نفس المحب الذي يمكن أن يصل لمراحل لم يكن أن يتخيلها هو “فداءً” وانقاذًا للمحبوب، وهو تمامًا ما تجلى في قصة حياة إدغار التي ترجع بع الأدبيات إلى أن بو ضحى بنفسه من أجل إنقاذ حبيبته السرية التي لم يحبذ الكشف عن اسمها لأنها كانت من طبقة النبلاء تجنبًا للتشهير باسمها والتي اختطفت من قبل مطارد إدغار الخفي وعرف باسم “لوفينغ”، فيما توقع البعض أنه كان في أخر لحظاته يهذي باسم مطارده القاتل الذي تعرف عليه في أخر لحظاته. واختطاف المحبوب هو أحد أسوأ الكوابيس التي روادت بو ولاحقته منذ طفولته، ولم يكن على استعداد أن يفقد حبيب أخر بعد أن عاش في الدنيا شريدًا بلا أيدي أهله لتحنو عليه، وهي القص التي تمحورت حولها قصة فيلم *“The Raven”، الغراب الأسود، الذي عرضته السينما الأمريكية “هوليوود” عام 2012 من بطولة الممثل المخضرم “جون كوساك”. إلا أن روايات أخرى تشير إلى أن بو ربما كان ضحية عملية اغتيال وتصفية سياسية من قبل أحد السياسيين البارزين بعصره وعلى الرغم من تعدد روايات أسباب الوفاة وكذلك اختلاف الأقاويل حول سبب وفاته سواء كان مرض عضال أو اغتيالأ أو مسمومًا إلا أن بو قبل أن يسجى جسده بكلية الطب في واشنطن ، حيث توفي في الأحد 7 أكتوبر، 1849، قبل أن يدخل إلى غرفة إقامته الدائمة تحت التراب خلّف وراءه إرثًا ضخمًا وثوريًا في عالم الشعر والادب الرومانسي وكذلك الادب القصصي عن الرعب والجرائم المسلسلة. المحتوى من صحيفة ماب |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|