حكمةٌ سوداء
حكمة سوداء اخترتها ساعة الغضب ، امضيت بها سنيناً أعاقب الكون من حولي .
ها أنا أتأمل المشهد يوم ان خلق الزمن مسافة رضا *، *لأرى غاضباً من القحط يختار إمساك السماء ليعاقب الارض المجدبة ، *كل الجنون اذا ظن انه يعاقب غير ذاته !
نهزأ كثيراً بمن ينتحر إذا ضاقت به الحياة ، و في الحقيقة انا مثله و ربما انه افضل منا ، فنحن نُميت الأمل و نستمر في البقاء تحت رحمة “حكمة سوداء” فننحر كل جمال حولنا لأجل ساعة غضب أما هو فلم ينحر إلا نفسه !!
لحظة الخوف تخلق حكمة الخائفين و لحظة الضعف تخلق منطق الضعفاء و كل شعور يهبنا حكمة تبرر وجوده و تثبت صحته لتبقى هذه المقولات خالدة لكل الأجيال ، لنعيش بمنطق الغضب ساعات الرضى و نعيش بمنطق الخوف ساعات الحب ، ثم نشكو ملازمة شعورٍ واحدٍ لنا و لو اختلفت الظروف !!
الحياة مرنة و كذلك الحكمة مرنة فلا يصح ان تتحول الحكمة لمقولة تصح على الدوام ، الحكمة هي الذكاء في التصرف و العيش و ليست في خلق قواعد للذكاء و العيش .
لا تعش ساعة الرضا بمنطق صنعه الغضب و لا تقتل لحظات الود بمنطق صنعه كره إنسان و من الحكمة الا تضع عنواناً لحياتك و تقول عنه ” حكمتي في الحياة”.
من صحيفة انحاء
|