حكمة الملك

مازن عبد الرزاق بليلة

لأنها المرة الأولى التي يدخل فيها الملك سلمان لمجلس الشورى؛ بعد أن تسنَّم مسؤولية الحُكم، ولأنه -يحفظه الله- اتّسم بقراراتٍ حازمة ومفاجئة، حرَّكت المياه الراكدة، وأعطت حيوية لكل أجهزة الدولة، كانت كل الأجهزة الإعلامية تترقَّب الكلمة التي سيُلقيها في المجلس. ويمكن فهم الكلمة الملكية الضافية، من أربعة محاور رئيسة، المحور الاقتصادي، ومحور الشؤون الخارجية، ومحور الشأن الداخلي، وأخيرًا المحور الإداري.

في المحور الاقتصادي قال: إن عجلة التنمية استمرّت بالرغم من صعوبة المرحلة التي تمر بها المنطقة، والتقلّبات الاقتصادية، فمن المعروف أن انخفاض أسعار النفط، شكَّل تحدّيًا هائلاً لكل الدول المنتجة، ودولة مثل المملكة، تعتمد في دخلها القومي على 90% من النفط، يكون التأثير مقلقًا، ومؤثرًا، ومع ذلك بذلت الدولة جهودها، لتحكم سير هذه الأشهر العجاف بحكمة لا تُؤثِّر على التضخم.

في محور الشؤون الخارجية قال: نحن ملتزمون بالمواثيق الدولية في سياساتها الخارجية، وهو ما يُفسِّر مشاركة المملكة في محاربة الإرهاب الدولي، وتحمُّل مسؤوليتها للمحافظة على استقرار وأمن الدول المجاورة.

في محور الشأن الداخلي، أشار إلى أن الإنسان السعودي هو الهدف الأول للتنمية، وأن الدولة بذلت الكثير في سبيل الوفاء بالتزاماتها لتوفير أفضل الخدمات في التعليم، والصحة، والإسكان، وهي الموضوعات التي تجذب اهتمام المواطن، وتمس حياته اليومية.

وفي المحور الإداري، أشار الملك سلمان إلى إعادة تنظيم أجهزة الدولة لدعم مسيرة التنمية، وهذه لا يتنازع عليها اثنان، فقد جاءت الأوامر الملكية منذ اليوم الأول، بحزمةٍ من التغيُّرات الإدارية الجذرية، شملت إلغاء اثني عشر مجلسًا أعلى، ودمج وزارتين، وإصدار قرارات تشكيل هيئات جديدة، وأخيرًا تبني برنامج التحوّل الوطني.

#القيادة_نتائج_لا_أقوال

يقول الكاتب الأمريكي الدكتور إيرل نايتنجل: نعم هي كذلك بكل بساطة، الناجحون هم الأشخاص الذين لديهم أهداف واضحة، ويعرفون وجهتهم.

نقلا عن ” المدينة ” .