اليهود: ليس عليهم في الأميين سبيل!

سالم بن أحمد سحاب

اليهود: ليس عليهم في الأميين سبيل! أخيرًا نطق أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون فثرثر بكلام يزيد عن مجرد (القلق) الذي لازمه منذ اعتلاء المنصب الرفيع، إذ قال معاليه (لا فُضّ فوه) إن دوافع الهجمات الفلسطينية المسلّحة هي الإحباط الفلسطيني المتعاظم تحت ثقل الاحتلال منذ نصف قرن، والشلل الذي يصيب العملية السلمية.

طبعًا لم يتحمل بنيامين نتانياهو هذا الخروج (الأممي) عن (النص) الدولي المعتاد، فندد بتصريحات معالي الأمين معتبرًا إيّاها (دفعة قوية للإرهاب)، وأمّا مندوب إسرائيل لدى عصبة الأمم فاتهم مجلس الأمن بالنفاق.

هكذا هو اللسان اليهودي (طويل) للغاية، خاصة إذا قورن باللسان العربي الفصيح الوديع! وهكذا ينظر رجال السياسة في تل أبيب للمنظمة الدولية. هي بالنسبة لهم مجرد امتداد للخارجية الإسرائيلية، وهي بالتالي (مطية) يركبون عليها متى شاؤوا، وكيف شاؤوا، فإن تمردت يومًا ولو بكلمة أمطروها بوابل من الشتائم صادرة عن ألسنة حداد، لا تخشى أحدًا في المجتمع الدولي، ولا تحسب له حسابًا في أحسن الأحوال وإن صمتت.

ويُقال إن ديفيد بن غوريون (وهو رئيس وزراء إسرائيل في الخمسينيات الميلادية) قال ذات مرة عن قرارات مجلس الأمن، وتصريحات مسؤولي هيئة الأمم المتحدة: (الأمم المتحدة لا شيء. ليقل الأغيار ما يشاءون، وليفعل اليهود ما يريدون). تمامًا هي العقلية السادية نفسها التي كانت تقول (ليس علينا في الأمين سبيل)، أيّ لا قيمة لأيّ فصيل من البشر سوى اليهود بما في ذلك الأمريكان الذي يقدمون للدولة الصهيونية العنصرية كل أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي والمعنوي والإعلامي.

إنه احتقار الآخر، والذي يعبّر عنه ييئير لبيد أحد زعماء المعارضة في إسرائيل بقوله: (إن هناك شعوبًا كثيرة أخرى تعيش أوضاعًا أتعس من الفلسطينيين، لكنها لا تحمل السكاكين، وتطعن نساء حوامل).

منتهى قلة الأدب، والصلف والغرور، لكن الذي يتجاوزه في قلة الأدب هو ذلك الإعلامي العربي المأجور، أو السياسي المدمور، أو العميل السافل الذي لا يرى في هذه التصريحات الإسرائيلية الساقطة إلاّ أقوال حق وعقل وعدل!

هم بالجملة سفلة بعضهم أولياء بعض!!

نقلا عن المدينة .