أيام سعودية

حمود أبو طالب

دعونا نخرج قليلا من دائرة الهموم والمنغصات التي تستجد كل يوم، دعونا نخرج من دوامة المشاكل والقضايا التي نلوكها باستمرار في ورق الصحف وشاشات التلفزة وأحاديث المجالس، ونضع نظارة أخرى على عيوننا لنرى ونتأمل بها مشاهد أخرى تحدث في وطننا أو بتأثير وطننا تجعلنا نتجاوز كثيراً من الأشياء السلبية لنشعر أن لنا وطنا أصبح يتعاطى مع القضايا الكبرى، قضايا الوجود والاستمرار والكرامة والأمن والاستقرار التي أصبحت هاجس الشعوب في هذا الوقت، بعد أن اجتاحت العواصف العاتية أوطانا بكل ما فيها وحولتها إلى يباب، وأصبحت شعوبها إما مشردة تبحث عن الملاجىء أو محاصرة تنتظر الموت على يد القريب أو الغريب.

قد لا يعرف الكثير من شبابنا عن جزء من وطنهم اسمه «حفر الباطن» لأنها بقعة صحراوية نائية في حدودنا الشمالية ليس فيها جذب سياحي ولا معالم بارزة، لكن فيها عرين حصين اسمه مدينة الملك خالد العسكرية. هذه المدينة جعلت حفر الباطن اسما تردده كل وسائل الإعلام العالمية يومي الخميس والجمعة الماضيين لأنه اجتمع فيها قادة دول عربية وإسلامية لمتابعة أضخم مناورة عسكرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط. كانوا على يمين وشمال سلمان بن عبدالعزيز صاحب الفكرة وراعيها ومنفذها، وبينما السماء ترعد بأزيز الطائرات والأرض ترتعد تحت قصف المدرعات، كانت الحميمية والمودة تغشى قلوب وملامح القادة الإخوة، ضحكة القلب بين سلمان والسيسي، قفزة محمد بن زايد ليناول سلمان قارورة الماء، قبلات محمد بن سلمان على يد أخيه محمد بن نايف، ابتسامات الرضا والاطمئنان على وجوه الجميع، كل ذلك إنجاز سلماني سعودي وطني، أكد أنه رسالة لقوى الشر والتطرف التي تفكر المساس بنا، أفلا يحق لنا أن نتأكد ونفخر ونزهو أن لدينا وطنا أصبح رمزا للقرار والقوة والمنعة، له وللأشقاء العرب والمسلمين، وأننا نستطيع التغلب على كل القضايا الداخلية الأخرى طالما سياج الأمن يحيط بكل حدود الوطن.

إنها أيام سعودية بامتياز هذه التي نعيش تفاصيلها وتؤكد لنا أن للوطن من يذود عن حماه.

نقلا عن عكاظ .