يبدو أن عقدة الخواجة تمَّ حلُّها أخيراً !

عزيزي التاجر والمورّد والوكيل ورجل الأعمال السعودي الفاسد المتستر(المنسدح)الطفيلي..المرتزق من جهود عمالتك التي جهزت لها المقرات والإمكانات وأطلقت لها الحبل على الغارب في مجتمعنا لتعبث به وبنا كيفما تشاء مقابل ما يعطونه لك من فتات أرباحهم نهاية كل عام.

وأنت عزيزي رجل الأعمال(إلا ربع)..أيها الموظف الصغير الذي تستغل اسم والدتك وجدتك وزوجتك وبنت بنت خالتك وأبنائك القصّر للتحايل على النظام..وتفتح مشاريع بأسمائهم من(طقة) البقالة والحلاق والمطعم وغيرها في كل زاوية وكل شارع كدجاجة تبيض في كل مكان فتنسى ولا تدري أين بيضها من كثرته..ثم تترك تلك المحلات للعمالة مقابل 300 ريال في الشهر يدفعونها لك على(…….القديمة)..ويعتبرونك مجرد معقب لهم لدى الدوائر الحكومية.

وأنت عزيزي الهامور تاجر التأشيرات(تاجر رقيق القرن الواحد والعشرين)صاحب المؤسسات والشركات الوهمية التي تفتحها في الأماكن المشبوهة وعبر أساليب مشبوهة وبخيانة من موظفين مشبوهين..ثم تستورد عليها عمالة(سائبة)بالمئات وبالآلاف وتطلقهم في الشوارع ليعملوا أي شيء وكل شيء مقابل100ريال تقبضها شهرياً من كل(رأس) كما يحلو لك أن تسميهم.

أيها المتحايل المتستر(المنسدح)الذي أغرق وطنه بمن ينهب خيرات وطنه..هل ما زلت مصاباً بعقدة الخواجة؟!هل يعجبك الأجنبي؟!هل تتوقع أنه ما زال الضرع الذي(تشفط)منه؟!هل ما زلت تفضله على أبناء بلدك وتحارب السعودي وتشوه سمعته في كل مكان من أجله؟!

حسناً..لا مانع أن تعشق الأجنبي وتذوب في(دباديبه)..وأن تنحني أمام الخواجة وتقبل رجليه حتى..وأن تتعالى على السعودي وتركله من قفاه..لا بأس بكل ذلك..ولكن..وبعد الإجراءات التي صاحبت إعلان الميزانية اليوم..(إدفع الله لا يهينك)..إدفع مقابل حبك لولي نعمتك الأجنبي..لأن زمان الأجنبي غير المكلف ولَّى بدون رجعة بإذن الله..ولم يعد أمامك إلا ثلاثة خيارات لا رابع لها..وهي:

1- تحمُّل تكاليف حبك للأجنبي وخفض مستوى الفتات الذي كنت تحصل عليه شهرياً منه..علماً بأن هذه التكاليف ونسب السعودة متصاعدة باستمرار.

2 – إغلاق نشاطك وتصفية أعمالك.

3 – أو تدريب السعودي وتوظيفه(غصباً عن خشمك)..وبراتب حقيقي ومجزٍ..وليس كما تفعل الآن حين توظفه بألف وخمسمائة ريال وتغريه بعدم الدوام ليصمت عن تحايلك على نسب السعودة.

أما أنت عزيزي التاجر والمورد والوكيل ورجل الأعمال السعودي الشريف فلا يسعنا إلا أن نقدم لك شكرنا على ما أسهمت به في تطوير وطننا الذي نفخر به وبك..ونتوقع منك أن توجه نشاطك إلى الإنتاج الحقيقي الذي يخلق الفرص الوظيفية لأبنائنا ويسهم في تنويع مصادر دخل الدولة.

وأنت عزيزي الأجنبي..أنت تعلم أننا لسنا عنصريين..وقد استضفناك سنين طويلة..فلا تعتقد أننا نحسدك أو نكرهك لا سمح الله..بل نقدم لك الشكر حتى وإن كان عملك بمقابل وليس لأجل عيوننا..ولكننا نحب أبناءنا أكثر منك..وهذا أمر طبيعي كما تعرف..وأبناؤنا أولى بوطنهم وخيرات وطنهم..ومن غير المعقول أو المقبول أن تأخذ الوظيفة وابني يعاني من البطالة رغم أنه مؤهل أكثر منك لها..وقد خسرت عليه الدولة أموالاً طائلة لتأهيله.

وأنت عزيزي الشاب السعودي..ها هي الفرص الآن أمامك..ومن المتوقع أن يتنافس عليك رجال الأعمال من اليوم وصاعداً..ومن المتوقع أن تجد العديد من المهن شاغرة بعد أن يتركها الأجنبي لأنها لم تعد(تخارجه) ولا تخارج الكفيل..وعليك أن تكد وتجتهد وتتعلم وتعمل وتنافس وتتخلى عن أنَفَتك المزعومة عن بعض المهن التي دخلها يصل إلى عشرة أضعاف دخل الوظيفة..فإن لم تفعل فأنت لا تستحق الحياة الكريمة المستقلة..بل والله لا تستحق ما تدسُّه أمك من مال في جيبك كل يوم حتى لا تشعر بذل البطالة.

وأخيراً..أنتم أعزائي المواطنين والمواطنات الكرام..سأقول لكم بكل ودٍّ وحب:

اعلموا أن الكثير منهم ينظرون لنا كمغفلين..ومتخلفين..ننفق بلا حساب مهما رفعوا التكاليف والأسعار ومهما أجرموا فينا..وهذا يكفي..فأرجوكم..رشّدوا إنفاقكم وأجّلوا مشاريعكم وقللوا مشترياتكم خلال الفترة القادمة..لأن المتوقع من الأجنبي وهو المسيطر على السوق أن يقاوم ويتمسك بالسوق لآخر لحظة..ويمارس كل الحيل لإغرائكم ويرفع الأسعار ويضاعفها ليعوض خسائره الناتجة عن فرض الرسوم الأخيرة..واعلموا أن صبركم قاتله..وهو الذي سيطرده ويطرد كفيله المتستر من السوق..وهذا يعني إتاحة الفرصة لابني وابنك وابنتي وابنتك ليجدوا لهم أماكن في وطنهم يعملون فيها.



من صحيفة انحاء