تنمية الإقتصاد .. رسائل الملك في خطاب الشورى
لا تزال الأقلام تخط عاكفة على البحث وراء مدلولات الكلمة المقتضبة الشاملة التي ألقاها خادم الحرميين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال افتتاح وتدشين أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، والتي تناول فيها الأولويات والخطوط العريضة لسياسة المملكة داخليًا وخارجيًا.
في إطار ذلك وصفت الكاتبة لولو الحبيشي، في مقالها “خطاب الملك سلمان السياسية الخارجية”، بجريدة المدينة السعودية، خطاب خادم الحرمين الشريفين بالـ”تنويري” الذي تضمَّن بكل شفافية وشمول خريطتي الطريق في الشأنين الداخلي والخارجي، وسياسات المملكة لإدارة ملفاتها وترتيب أولوياتها، مشيرة إلى أن الخطاب أكد على مضي المملكة قدما في طريق الإصلاح الشامل لما فيه مصلحة المواطن وحصوله على الرعاية والخدمات في أحسن صورة، وتقوية أجهزة الدولة وبيئات العمل بها ، مما يبشر بمستقبل مشرق في ظل وعي حكومة العزم والحزم.
من ناحيته، أشار عائض الردادي، في مقاله ” الوحدة الوطنية في كلمة خادم الحرمين الشريفين”، بجريدة المدينة السعودية، إلى أهمية “اللحمة الوطنية”، ونبذ أسباب الانقسام، وشق الصف، والتصدى لكل دعوات الشر والفتنة، أيًا كان مصدرها ووسائل نشرها، موضحًا أن الدول العربية تتعرض وحدتها الوطنية للتفكك بسبب انقسام مواطنيها طائفيًا، وتفاقم هذه الانقسامات حتى تحوَّلت لحرب أهلية ، وقد تورط بعضهم بجلب المحتل إلى بلاده وتسبب في هدم كل ما بُنى من تنمية عبر عشرات السنين، فالمنطقة العربية تتعرض لهجمة شرسة لتفتيت الوحدة الوطنية بتخطيط خارجي وتنفيذ داخلي على يد المواطنين حين أثاروا الطائفية التي أنستهم رباط الوطنية.
وأوضح دكتور محمد عبدالعزيز الصالح، في مقاله ” خطاب المليك خارطة طريق لمستقبلنا الاقتصادي “، أن من يتمعن في العبارات التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان* يدرك أن سموه -حفظه الله ـ قد وضع خارطة طريق لمستقبل المملكة الاقتصادي في ظل التقلبات الاقتصادية المتسارعه المحيطة بها وتوجه الدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل, بهدف تجنيب المواطن المخاطر الاقتصادية التي قد تواجهها المملكة بسبب هبوط أسعار البترول, مشيرا إلى أن توفير احتياجات المواطن الغاية الأهم عند رسم السياسة التنموية والاقتصادية للمملكة ، مضيفًا أنه في سبيل ذلك تم إنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وولي العهد, حيث يضع المجلس على قمة أولوياته أهمية التنوع في مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لخزانة الدولة.
الرأي الذي اتفق معه عبد العزيز العويشق، مشيرًا إلى أنه في خطاب الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- تظهر القراءة المتأنية لملامح سياسة اقتصادية جديدة للدولة، لافتًا إلى أن هذه الساسة الجديدة من سماتها أنها تحافظ على كثير من المقومات الماضية لتلك السياسة، ولكنها تشير في الوقت نفسه إلى تغيرات مهمة في ضوء الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والحاجة إلى رفع أداء الأجهزة الحكومية، وزيادة تنافسية الاقتصاد الوطني، ومواجهة العجز في تنافسية القوى العاملة المواطنة، مضيفًا في مقاله ” مؤشرات التحول الاقتصادي في خطاب الملك أمام الشورى”، أنه من المتوقع التحول لسياسة ملتزمة بزيادة تنافسية الاقتصاد السعودي، ورفع مستوى رفاهية المواطنين على أسس اقتصادية مستدامة، ومراقبة مؤشرات الأداء مراقبة دقيقة من خلال آليات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ولخص عبدالله بن يحيى العلمي، في مقاله “الملك والشورى”، بجريدة المدينة السعودية، الدروس المستفادة من كلمة سمو خادم الحرمين الشريفين في 4 نقاط ، أولها هي أن المملكة ماضية بعزم في سياساتها الإقتصادية التنموية دون تأثر خاصة في قطاعي التعليم والصحة بالرغم من انخفاض أسعار النفط ، ، والثانية تتعلق بسياسة المملكة الخارجية الثابتة وخاصة في القضايا الحيوية في كل من فلسطين واليمن وسوريا، أما الرسالة الثالثة كانت في التأكيد على مبادئ الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين ونبذ العنف والتطرف وإعلان الحرب بلا هوادة على الإرهاب عبر تحالف دولي إسلامي عسكري وفكري تقوده المملكة، والرابعة تطرق الخطاب إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت التنفيذي من الداخل وترشيد اللجان والهيئات عبر مجلسي الشئون السياسية والأمنية والشئون الاقتصادية والتنمية وإنشاء المركز الوطني لقياس الأداء.
|