مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-04-01, 09:53 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
الفلوجة على خطى مضايا.. مدن تحت حصار الجوع
مأساة “جوع مُضايا”، البلدة السورية، التي منعت العناصر والقوات الموالية لبشار الأسد إدخال المواد الغذائية الأساسية إليها وحظروا على سكانها مغادرتها، والتي أسدلت ستائر الموت على أهلها، جوعًا، أمام أنظارالعالم الذي اكتفى بالمشاهدة ومصمصة الشفاه ولم يحارب من أجلها إلا ببعض تعليقات الإدانة وبيانات الشجب، المأساة التي مازالت مستمرة في بعض مناطق الصراع والحرب الدائرة في سوريا.
تجددت آلام البشرية بعد كشف المحنة المشابهة التي وقع فيها أهالي بلدة “الفلوجة” العراقية، وسياسة التجويع والأوضاع المزرية التي يعانون منها، بسبب الحصار المزدوج المفروض عليها من تنظيم داعش من جهة والقوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي من جهة أخرى. وفي ظل المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة، تفرض قوات الأمن حصارا خانقا على المدينة والمناطق المحيطة بها منذ نحو عامين، وهو ما أدى إلى الافتقاد لكافة مقومات الحياة ومعاناة السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية وتفشي الجوع والأمراض، بينما يقدر ناشطون أعداد الضحايا في المدينة منذ بدء الحصار بأكثر من 3400 قتيل، خمسمائة منهم من الأطفال، إضافة إلى ستة آلاف جريح. مدينة المساجد تعدالفلوجة تعد من أهم وأقدم المدن العراقية، اشتهرت بخصوبة أرضها وكثرة مزارعها لموقعها المطل على ضفة نهر الفرات، وشهدت أرضها حروبا عدة عبر التاريخ، وما زالت تعاني ويلات المعارك. مدينة المساجد، كما يصفها أهلها لوجود أكثر من* 250 مسجدًا بها لم يبق منها الكثير بسبب المعارك الدائرة لأكثر من عقد من الزمن، لم تهنأ أو تنم منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، إذ شكلت المدينة السهلية المنبسطة مروجها، مسرحا لمعارك دامية بين المقاومة العراقية والجيش الأميركي لتشهد بعد ذلك حربا ضروسا بين القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي وبين تنظيم “داعش”. وعلى الرغم من أن حصار مضايا نددت به أطراف دولية عدة، إلا أن هذه الأوضاع المأساوية لم تحرك ساكنًا لأعضاء المجتمع الدولي، عدا هيئة كبار العلماء في السعودية، التي ناشدت المجتمع العربي والإسلامي المسارعة بتوحيد الجهود لإغاثة آلاف المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة العراقية، وكان مجلس محافظة الأنبار قد أعلن، منذ أيام، وفاة طفلين ورجل بسبب نفاد الغذاء والدواء في المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن المحافظة بعد الرمادي، مشيراً إلى إنقاذ شخصين حاولا الانتحار بسبب الجوع. أهالي الفلوجة.. بين المطرقة والسندان جاءت أزمة “تجويع الفلوجة”، لتعكس حجم المأساة الكبرى التي بات يعيشها سكانها، بسبب الحصار المزدوج المفروض عليهم من تنظيم داعش الذي يمنع مغادرتهم ليتّخذ منهم دروعاً بشرية، ومن القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي التي تطوّق المدينة منذ أشهر، وهناك شكوك قوية بشأن وجود نوازع انتقام طائفي وراء ترك سكان الفلوجة لمصيرهم في مواجهة “داعش”، على خلفية اتهامات لهؤلاء السكان من قادة أحزاب وميليشيات باحتضان التنظيم والتعاون معه. وفي الوقت الذي تحاصر فيه القوات العراقية المدينة أقدم التنظيم الإرهابي على إعدام ستة أشخاص من سكانها بتهمة التجسس لمصلحة الحكومة العراقية، كما أعدم التنظيم أفراد بعض العائلات، التي حاولت الهرب من المدينة، ورمى جثثهم في نهر الفرات، ولاتزال الاتهامات متبادلة بين المتحاربين والمتهم واحد وهم أهالي المدينة المحاصرة. وكانت أمانة هيئة كبار العلماء في السعودية، قد شددت في بيان لها، منذ أيام، على أنه في حين تواصل الجهود للقضاء على تنظيم “داعش”، المُصنف تنظيم إرهابي بحسب بيان صادر عن الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة بموافقة كافة أعضائها فإنه لا يجوز التغافل عن مأساة أهالي الفلوجة. وتقع الفلوجة ضمن التخطيط الإداري لمحافظة الأنبار على بعد نحو ستين كيلومترا شمال غرب العاصمة بغداد، شرقي الرمادي بمسافة 45 كيلومترا، ويحدها من الشمال طريق مرور سريع يتجه من بغداد إلى الحدود مع الأردن، ومن الجنوب نهر الفرات الذي يفصلها عن مناطق تابعة لها إداريا وخدميا. وكان لموقعها الاستراتيجي، أكبر* الأثر في معاناة أهلها وتحمل ويلات الحروب، إذ ومنذ فجر التاريخ لفتت أنظار القوى من فرس وروم، فكانت مسرحا لحروب استمرت طويلا بين امبراطوريات مختلفة، وكانت في عهد الأمويين محطة رئيسة للجيوش، واتخذ العباسيون منطقة الأنبار كلها قاعدة رئيسة لدولتهم الوليدة قبل أن تُبنى بغداد وتصبح عاصمة للخلافة، وفي عهد الخلافة العثمانية عادت الفلوجة كمحطة رئيسة للجيش العثماني المتجه إلى بغداد. وتقدر أعداد المدنيين العالقين في الفلوجة بنحو مئة ألف، معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة، حيث لم يجد الكثير منهم فرصة للنزوح من المدينة، بينما يخشى البعض الآخر أن تنتهي رحلة الخروج بالقتل أو الاختطاف على أيدي الميليشيات، فضلا عن أن الوصول إلى بغداد يتطلب إيجاد كفيل وفق شروط السلطات العراقية، وبلغ عدد سكان المدينة عام 2004 نحو 473 ألف نسمة، بحسب إحصائية أجرتها منظمة الأمم المتحدة، أما الإحصاء الرسمي الذي كان يتبناه نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيقارب فيه العدد سبعمائة ألف، وبعد الغزو الأميركي للعراق، انخفض عدد السكان -بحسب تقارير إعلامية- إلى أقل من الربع، حيث اضطر الآلاف للهجرة والنزوح بسبب المعارك التي عصفت بالمدينة والتي لا تكاد تنتهي. من جانب آخر، كان رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، قد وجه باسم نواب المجلس نداء استغاثة إلى الحكومة للعمل على إغاثة المدنيين في مدينة الفلوجة، مُشددًا على أن موعد بدء معركة تحرير الفلوجة من سيطرة “داعش” وفتح منافذ آمنة للأهالي المحاصرين فيها بات قريباً، جاء ذلك عقب انتشار وسم “#الفلوجة_تقتل_جوعا” على مواقع التواصل الاجتماعي مع تسجيل حالات موت بسبب الجوع وإرهاب تنظيم “داعش” والأوضاع الإنسانية المزرية، التي تعيشها آلاف العائلات المحاصرة داخل المدينة. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|