الجسر البري.. السعودية ومصر بلا فواصل
في اجتماع القمة السعودية المصرية بالقاهرة، عام 1988، أعلن خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز، والرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، عن اتفاق القيادة السياسية في البلدين الشقيقين، على إنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مياه البحر الأحمر، يبلغ طوله نحو 23 كلم ويختصر زمن الرحلة بين مصر ودول شمال إفريقيا وبين “السعودية ودول الخليج جميعا وسوريا والعراق والأردن” إلى 20 دقيقة فقط، إلا أنه ولأسباب سياسية وجغرافية تم وقف تنفيذ فكرة المشروع.
وفي عام 2006، جاءت كارثة غرق العبارة المصرية “السلام 98″، في أعماق مياه البحر الأحمر، في رحلة عودتها من ميناء ضبا السعودية إلى ميناء سفاجا، في شبه جزيرة سيناء بمصر، والتي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص، لتفتح المجال أمام الصحف المصرية والعربية للتساؤل عن أسباب وقف فكرة الجسر البري بين المملكة ومصر، وأغلب التخمينات الصحفية والإعلامية وقتها رجحت فكرة أن معوقات سياسية وأمنية وجغرافية وراء صرف القيادة المصرية وقتذاك عن الفكرة.
وقد أشارت تقارير إعلامية في صحف مصرية، إلى أن تخوف الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، كان بسبب مخاوف من تأثير الجسر على السياحة بمدينة شرم الشيخ، أقصى جنوب شبه جزيرة سيناء، وإمكانية تأثير الجسر الذي يمر بالقرب وبالتماس من مناطق سياحية على تأمين هذه المدن، فيما اتكأت تقارير أخرى على عصا عوائق سياسية بسبب موقع مصر الجغرافي إلا أن كل هذه الأسباب كانت محض تخمينات ولم يعلن عن أي أسباب حقيقية من الجانبين.
وفي زيارة وصفت بـ”التاريخية”، أعلن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي مشترك، على هامش زيارته لمصر عُقد لتوقيع بروتوكولات اتفاقيات تفاهم وتعاون بين حكومتي البلدين، عن اتفاق البلدين على إنشاء جسر بري يربط بين المملكة ومصر.
وبقرار “تاريخي” من خادم الحرمين الشريفين خرجت فكرة الحلم من الأدراج المكتبية والقصاصات الصحافية إلى النور بعد 27 عاما من طرحها لتكون بمثابة الصلة المكانية بين البلدين بجانب الصلة الموجودة بالفعل بين الشعبين الشقيقين.
|