وزارة الشؤون الإسلامية وتفعيل دور العمل الخيري
راشد محمد الفوزان
كثير من رجال الأعمال لدينا يبحثون عن العمل الخيري بأوجه عديدة، سواء بناء المساجد أو الترميم لها أو حلقات تحفيظ أو وقف خيري وهكذا، والكثير منهم أيضا لا يعرفون أو يجدون سبيلا ميسرا ومضمونا لتوجيه تبرعاتهم أو هباتهم أو زكواتهم لهذا العمل الخيري المتعدد والمتنوع، وبما أن وزارة الشؤون الإسلامية هي المسؤولة عن المساجد بالمملكة، ويخصص لها ميزانية كبيرة في ذلك من ميزانية الدولة المقررة، فلماذا لا تعمل الوزارة على عمل شراكة مع رجال الأعمال الذين يريدون العمل الخيري كما ذكرنا، بأن تضع الوزارة في موقعها الخاص بالوزارة، حقلا أو أيقونة خاصة للعمل الخير يوضح به المساجد التي تحتاج بناء، أين هي المدينة والموقع والشارع والمساحة وكل التفاصيل المطلوبة، وتضع أيضا المساجد التي تحتاج إلى ترميم في البناء أو تغيير أو تطوير، أو التي تحتاج إلى مكيفات، أو سجاد، أو كهرباء، وعشرات الاحتياجات التي تحتاجها المساجد ببلادنا أو نحو ذلك، لماذا لا تضع الوزارة هذه الأعمال الخيرية متاحة لكل من يريد ليس جمع تبرعات بقدر أن يتولى المقتدر أيا كان تكملة مشروع بناء مسجد أو ترميم أو بناء منزل للعاملين به، أو حتى شراء سجاد قد لا يتجاوز قيمته خمسة آلاف أو عشرة آلاف، فالمساجد مساحات متعددة ومتنوعة وبمناطق وقرى وهجر بطول المملكة وعرضها.
على وزارة الشؤون الإسلامية “برأيي” العمل في هذا الاتجاه، وستجد كما هائلا مستعدين لهذا العمل، بل سيطمئنون أن الوزارة ستقوم بذلك، وبذلك نكون حققنا أهدافا كثيرة وعديدة، منها توجيه العمل الخيري الصحيح بدلا من وقفه وعدم تحققه، وتحقيق رغبة الكثير ببناء مساجد أو ترميم أو نحوه وهو لا يعرف أين هي أو الوصول لها فيكون دوره فقط معرفة التكلفة وإرسال المبلغ، وقد يكون تبرع بأرض لمسجد تحتاجها الوزارة، ومن ضمن الأهداف تخفيف العبء على الدولة بالتكلفة والصيانة وهي بمليارات الريالات قد تصل، كذلك تحقق التطوير بالنظافة والخدمات للمساجد من خلال قيام الوزارة بهذا الدور وتلقي الأموال من المتبرعين باختيارهم، وأعتقد أن ذلك سيحقق وفرا كبيرا ومكاسب عديدة دنيونية وأيضا عملا خيرا وإحسانا ليوم يحتاجه الإنسان بعد مماته وعمل خير لا ينقطع إن شاء الله، لن يمنع وزارة الشؤون الإسلامية الشراكة والتعاون مع رجال الأعمال أو المتبرعين أيا كانوا، بل سيكونون عامل دعم وخير وإصلاح كبير وسريع لن ينتظر؛ الدور يبقى على الوزارة إن رأت الفكرة مجدية وتحقق متطلباتها.
نقلا عن الرياض.
المحتوى من صحيفة ماب
|