غزوة ذي أمر.. النصر بلا حرب
في شهر محرم من العام الثالث للهجرة، في منطقة بصحراء نجد من ديار غطفان من ناحية النخيل اليوم ( قرية تسمى النخيل) تقع على يمين الطريق إلى القصيم من يثرب* “المدينة ” على مسافة 100 كيلو متر، ارتفعت أصوات السيوف مجلجلة في أرض المعركة التي اتشحت بلون غبار رمل الصحراء في غزوة “ذي أمرّ”.
وغزوة ذي أمر أعد وخرج لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل معركة أحد بعد أن بلغ علمه أن رجلا يقال له دعثور ابن الحارث الغطفاني من بني محارب جمع جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب يريدون الإغارة على أطراف المدينة، فندب رسول الله المسلمين، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل من المشاة لردع بني ثعلبة وفي الطَّريق قُبض على رجل اسمه جبار فأسلم وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرضِ العدوِّ وخرج بهم فأخذ طريقا أهبطهم من كثب , فلما رآه أولئك الأعراب هربوا منه فوق الجبال وتفرق الأعداء في رؤوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم، وهو الماء المسمي بذي أمر فأقام هناك طوال شهر صفر فشعر الأعراب بقوة المسلمين واستولي عليهم الرعب والرهبة، فعاد النبي إلى المدينة على رأس الجيش بعد أن استخلف على المدينة عثمان بن عفان.
ويقال إن في الطريق لموقع الماء “ذي أمر” أصاب جيش المسلمين مطر كثير بلّ ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثياب أصحابه فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبيه ونشرهما على شجرة ليجفا، واضطجع مستظلًا بظل الشجرة واشتغل المسلمون في شؤونهم فبعث المشركون دعثورا الذي هو سيد القوم وأشجعهم فقالوا له “قد انفرد محمد فعليك به” وفي لفظ أنه لما رآه قال: قتلني الله إن لم أقتل محمدا، فجاء دعثور ومعه سيفه حتى قام على رأس رسول الله، ثم قال: من يمنعك مني اليوم؟ وفي رواية الآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله، فدفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده، أي بعد وقوعه على ظهره، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف وقال له: من يمنعك مني؟ قال لا أحد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله”، ثم أتى قومه فجعل يدعوهم إلى الإسلام، وأخبرهم أنه رأى رجلا طويلا دفع في صدره فوقع على ظهره، فقال: علمت أنه ملك فأسلمت، ونزلت هذه الآية فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق حربا.
المحتوى من صحيفة ماب
|