لغز يتطلّب توضيحًا!!

سالم بن أحمد سحاب

لغز يتطلّب توضيحًا!! ما هي قصة طباعة الأوراق النقدية دون رصيد؟ شيء لم أفهمه، وأتمنّى لو أنّي أفهمه! يُقال مثلاً إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تطبع عشرات بلايين الدولارات، دون وجود ما يُغطِّيها فعلاً! بمعنى أن الدولار هو العملة العالمية، وهو العملة الأمريكية. ولصاحب العملة الحق في طباعة ما يشاء منها، دون وجود ما يُعادله من السلع، والمنتجات، والخدمات! كان الذهب هو الغطاء المعروف، وبقدر مخزونها من الذهب، كانت الولايات المتحدة تطبع قيمته دولارات، حتى كان عصر الرئيس الأسبق الراحل ريتشارد نيكسون في الستينيات الميلادية، الذي أطاح بفكرة الغطاء الذهبي؛ لأنه لم يعد في العالم ذهب يكفي لتلبية الطلب على العملة الخضراء.

ربما كان ذلك مفهومًا بعض الشيء، لكن الذي لا أفهمه هو التناقض بين مديونية الولايات المتحدة، التي تجاوزت ?? تريليون دولار (?? ألف مليار). وحريّتها في طباعة ما تشاء من عملتها، دون رادع، ولا مانع، ولا رقيب! لماذا المديونية إذًا؟ لِمَ لا تطبع، وتُسدِّد، وتنتهي الحفلة؟ لا بدّ من وجود شيء (غلط)!

وممّا زاد فهمي سوءًا، الخبر الذي نشرته الحياة (?? ديسمبر) عن إقدام (دول اليورو على طباعة بلايين الأوراق النقدية، قبل إجراءات التيسير الكمّي، لتشتري بها أصولاً من خلال تسهيل سرّي)! هل يعني ذلك أن هذه البلايين (مئات البلايين) من العملة الأوروبية المطبوعة سرًّا هي في الأصل مضروبة، لا سند لها، ولا رصيد؟! ما أوجه الشبه بين هذه (المطبوعة) خارج إطار السياسة النقدية، وبين الأموال المغسولة مثلاً؟ بل المغسولة هي أقرب إلى الحقيقة من تلك (المطبوعة)؛ لأن المغسولة هي أثمان منتجات مُحرَّمة دوليًّا، وخدمات تتم في إطار غير شرعي، مثل (المخدرات، والدعارة).

هل يُعقل أن تُحل مشكلات الدول الأوروبية الموشكة على الإفلاس، مثل اليونان عبر ضخ أموال من الباب الخلفي، الذي لا يُكلِّف سوى الأوراق، والأحبار، والمطابع؟ أم أن خطط الإنقاذ فعلاً تُكلِّف الدول (المغيثة) من حرّ أموالها، وثرواتها؟!

صراحة شيء يُحيِّر! أنقذونا يا أولي الألباب من أهل المال والاقتصاد! أفهمونا ما الذي يجري؟ ولماذا في الدول الفقيرة الأخرى لا يجري؟!

نقلا عن ” المدينة ” .