غزوة بني قينقاع.. تطهير المدينة من اليهود
في نهار أحد الأيام من العام الثاني للهجرة 624 م، دخلت زوجة رجل مسلم من الأنصار، دُكان أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها فحاول بعض المستهترين من اليهود كشف حجابها عنا فنهرتهم، إلا أن الصائغ كان ماكرًا وخبيثا فربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها، فصرخت مستغيثة بمن يعينها . فتقدم رجل مسلم رأى ما حدث لها، فهجم على اليهودي فقتله، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه.
كانت هذه الرواية رغم قلة مصادرها حيث لم يذكرها ابن إسحاق أو الطبري وذكرها ابن كثير وابن هشام ولا يوجد ذكر في المصادر التاريخية لاسم المرأة ولا اسم الصائغ ولا المسلم الذي قتله، إلا أنها تبقى الرواية الوحيدة التي تفسر سبب الغزوة التي اندلعت بحسب ابن كثير في أعقاب هذه الواقعة ونتج عنها تطهير يثرب “المدينة المنورة” من يهود بنو قينقاع.
عاش اليهود في عزلة عن أهل المدينة، وأطلقوا سيل المؤامرات والدسائس كمحاولة منهم للقضاء على الإسلام والمسلمين، وحاول الرسول صلى الله عليه وسلم التفاهم معهم فجمعهم في سوقهم ونصحهم وذكرهم بمصير قريش في بدر، فردوا عليه بالعداوة، وكانت أول الجماعات اليهودية إعلانا لهذه العداوة بنو قينقاع الذين كانوا يسكنون أطراف المدينة، ولم يتوقفوا لحظة عن إحداث الشقاق وإثارة المشكلات بين صفوف المسلمين، وكانوا مصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين، وتأييد وتشجيع للمشركين.
حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود 15 ليلة حتى وافقوه على حكمه وحاول أحد المنافقين التوسط فغضب الرسول وأجلاهم عن المدينة فجلا بنو قينقاع واتجهوا شمالا إلى الشام حيث أقاموا بأذرعات في شوال من السنة الثانية للهجرة تاركين وراءهم أموالهم وأسلحتهم وأدوات صياغتهم. وهكذا كان الغدر والخيانة سببا في طرد وإجلاء يهود بني قينقاع عن المدينة المنورة.
المحتوى من صحيفة ماب
|