ناقل الأخبار
2016-06-11, 10:11 AM
في أحد المجتمعات الغربية عاش الشاب الوسيم فرانك .. وكان شغوفاً بالنساء . لم يردعه وازع عن التعلق بهن ومطاردتهن .. لم يكتفي بواحدة بل رغب فيهن جميعاً .. قريباً منه كانت إحداهن .. تبدو جميلة للوهلة الأولى .. يراها من خلف زجاج نافذته .. يرقب كل تحركاتها .. دفعه فضوله لرؤية المزيد من التفصيلات المثيرة في حياتها .. لكنها تلك الشجرة الملعونة التي حالت بينه وبين هذا المشهد المستفز لغرائزه.. أغصانها العظيمة التي لطالما أستظل بظلها في طفولته كانت تحجب جزأً كبيراً من نافذة غرفة نومها .. لم يتردد لحظة وسعى جاهداً لإزالتها حتى أزيلت .. في الليلة التالية كانت كل نوافذها متاحة وكان هو على الموعد للاستمتاع بكامل المشهد .. حضرت في موعدها ووقفت أمام النافذة العارية من الأغصان .. شاهدت تلك العيون الجائعة ترقبها من النافذة المقابلة .. اقتربت ونظرت إلى الشجرة المقصوصة بحزن بالغ ثم نظرت إليه بابتسامة ساخرة قبل أن ترخي الستائر على نوافذها للأبد وتحجب عنه كامل المشهد الذي لم يرضيه القليل منه .. شعر وقتها بتفاهته وعبوديته لغرائزه التي جعلت منه حقيراً أمام نظرات كانت أبلغ من كل الشتائم التي نالها قبلاً من سواها .. شعر بالألم على تلك الشجرة العظيمة التي أعطته بسخاء وقت حاجته وقتلها لا لذنب سوى أنها حالت بينه وبين إحدى نزواته .. شعر بصفاقته وحاجته للتريث في قراراته مستقبلاً لمعرفة قيمة الأشياء قبل فقدها .. مع ذلك لم يستطع سوى الاستسلام لواقعه الجديد فالحياة إن فنيت لا تعود لسابق عهدها .
قد تكون هذه قصة خيالية لكن أحداثها بالتأكيد واقعية .. تمر بنا في كل يوم عندما نتسرع في قراراتنا إرضاءً لنزواتنا واشباعاً لرغباتنا حتى نفاجأ بأن الأمر لم يكن يستحق كل هذا العناء فكل المتع إن تحققت تزول بعد ثواني ولا يبقى سوى حسراتها .
واقع يؤكد للأسف أننا في حياتنا ؛ نهدر الكثير من الجهد والوقت تلبية لغرائزنا في الحب والكراهية دون أن نجني من وراء ذلك أي فائدة .. جهد لو وظف في أمر يعود علينا بالنفع الحقيقي لما كان هذا حالنا .. ليتنا نحسب خطواتنا بشكل جيد قبل الإقدام على أي عمل متهور نعتقده مفتاح سعادتنا ، حتى نكتشف بعد “خراب مالطا” أنه سر تعاستنا الأبدية وإلا علينا إطلاق العنان لقراراتنا الجامحة كما فعل فرانك .. بانتظار أن تعرينا المواقف أمام أنفسنا.*
من صحيفة انحاء
قد تكون هذه قصة خيالية لكن أحداثها بالتأكيد واقعية .. تمر بنا في كل يوم عندما نتسرع في قراراتنا إرضاءً لنزواتنا واشباعاً لرغباتنا حتى نفاجأ بأن الأمر لم يكن يستحق كل هذا العناء فكل المتع إن تحققت تزول بعد ثواني ولا يبقى سوى حسراتها .
واقع يؤكد للأسف أننا في حياتنا ؛ نهدر الكثير من الجهد والوقت تلبية لغرائزنا في الحب والكراهية دون أن نجني من وراء ذلك أي فائدة .. جهد لو وظف في أمر يعود علينا بالنفع الحقيقي لما كان هذا حالنا .. ليتنا نحسب خطواتنا بشكل جيد قبل الإقدام على أي عمل متهور نعتقده مفتاح سعادتنا ، حتى نكتشف بعد “خراب مالطا” أنه سر تعاستنا الأبدية وإلا علينا إطلاق العنان لقراراتنا الجامحة كما فعل فرانك .. بانتظار أن تعرينا المواقف أمام أنفسنا.*
من صحيفة انحاء