ناقل الأخبار
2016-07-26, 11:40 PM
قبل أسابيع وفي شهر رمضان الفضيل الذي يُعاني فيه الناس من قِلّة أوقات الفراغ بسبب انشغالهم الدائم بين العِبادة وقضاء الأعمال, وجدنا على النقيض من ذلك الكثير من الفارغات اللاتي تجمّعن بأعدادٍ كبيرة في أحد المولات فقط لمُشاهدة احدى المشهورات, وأقل ما يُقال عن هذا التجمُّع أنه تافه وفارغ, وقد شعرتُ بشيءٍ من الغثيان وأنا أُشاهد هذه المقاطع, والتي صارت تتكرر كثيراً, حتى أنني صادفت إحداها بداية رمضان, عندما وجدتُ طريقاً مُغلقاً والسبب أن المدعو (أبو جفين) يفتتح مطعماً, وكأن الشارع هو الآخر أصبح مُشاركاً في حماقاتهم, بعد أن غصّ واختنق بالفارغين, حتى أن الشرطة وقفت تتفرّج من شدّة الزحام, ألهذا المستوى انحدرنا, ألهذه الدرجة أصبحنا فارغين, لابد لنا من وقفةٍ جادة مع هذه السخافات, وإلا أصبحت ظاهرة خطيرة على عِدّة مستويات, فهؤلاء المشهورين أصبحوا قدوات لأبنائنا, وهنا الطامة الكبرى, انظروا لمقاطع اليوتيوب وستجدون أن هناك هوس جماعي بالشهرة, بحيث أصبح المراهقين يرتكبون الحماقات ويصورونها, وكل ذلك بغرض الشُهرة, مُتذرعين بأن الغاية تُبرّر الوسيلة, ولكن الغاية صغيرة وبعض الوسائل وضيعة, وما شجّعهم على ذلك سوى احتفائنا المُبالغ فيه بهؤلاء التافهين, يقول (جورج سانتايانا) : حُب الشُهرة أعلى درجات التفاهة.**
ومما يرتبط بذكرياتي بخصوص الشُهرة حفلات (مايكل جاكسون) وما كان يحدث فيها من صخب وتدافع وصراخ صادر من مُراهقين ومُراهقات, وحالات من الإغماءات الجماعية التي أتعبت المُسعفين, وأربكت المُنظّمين, وكنا نُشاهد كل ذلك ونستغرب ونضحك من هذا الهوس بالمشاهير, وكنا نُبرّر ذلك بضعف القيم الدينيّة, وضحالة الثقافة الأخلاقيّة, وغياب القدوة المثاليّة, وبعد مرور عقدين من الزمن انتقل إلينا هذا الوباء, وأصبح لدينا هذا النوع من الحمقى والأغبياء, الذين لا يتورّعون عن التجمهر والوقوف لساعاتٍ طويلة كي يشاهدوا مشهورهم التافه, الذي لم يكن سبب شهرته (علمٌ نافع أو مهارةٌ خارقة أو إجادةٌ بارعة أو حتى صفة اعتبارية) والذي سيمر عليهم مرور اللئام, وربما شاهدوه وربما لم يشاهدوه, المهم أنه جاء ليُشارك في الافتتاح وتوزيع الابتسامات بعد أن قبض مبالغ كبيرة. يقول (أوليفر وندل) : غالباً ما تحل الشُهرة على من يُفكر في شيء آخر.
وفي النهاية دعوني ألخّص الحكاية, ليس كل مشهور تافه, وليس كل تافه مشهور, ولا يُفترض أن تكون هاتان الصفتان مُتلازمتان, ولكن يبدو أننا في الطريق إلى ذلك.
من صحيفة انحاء
ومما يرتبط بذكرياتي بخصوص الشُهرة حفلات (مايكل جاكسون) وما كان يحدث فيها من صخب وتدافع وصراخ صادر من مُراهقين ومُراهقات, وحالات من الإغماءات الجماعية التي أتعبت المُسعفين, وأربكت المُنظّمين, وكنا نُشاهد كل ذلك ونستغرب ونضحك من هذا الهوس بالمشاهير, وكنا نُبرّر ذلك بضعف القيم الدينيّة, وضحالة الثقافة الأخلاقيّة, وغياب القدوة المثاليّة, وبعد مرور عقدين من الزمن انتقل إلينا هذا الوباء, وأصبح لدينا هذا النوع من الحمقى والأغبياء, الذين لا يتورّعون عن التجمهر والوقوف لساعاتٍ طويلة كي يشاهدوا مشهورهم التافه, الذي لم يكن سبب شهرته (علمٌ نافع أو مهارةٌ خارقة أو إجادةٌ بارعة أو حتى صفة اعتبارية) والذي سيمر عليهم مرور اللئام, وربما شاهدوه وربما لم يشاهدوه, المهم أنه جاء ليُشارك في الافتتاح وتوزيع الابتسامات بعد أن قبض مبالغ كبيرة. يقول (أوليفر وندل) : غالباً ما تحل الشُهرة على من يُفكر في شيء آخر.
وفي النهاية دعوني ألخّص الحكاية, ليس كل مشهور تافه, وليس كل تافه مشهور, ولا يُفترض أن تكون هاتان الصفتان مُتلازمتان, ولكن يبدو أننا في الطريق إلى ذلك.
من صحيفة انحاء