هذه القصّة أسردها لكم على لسان الموسيقار سراج عمر كما سمعتها منه شخصيّاً بالضبط ..

‏يقول سراج:

‏كنا مدعوون لحضور حفل موسيقي كبير وخاصّ، يقتصر على الفرقة الموسيقية والمطربَيْن طلال مداح ومحمد عبده .. وحضورٍ جُلّه أمراء سعوديون من الدرجة الأولى وعلى رأسهم الأمير سلمان آنذاك وملكنا الحالي حفظه الله.

‏ولأنه لم تكن هناك بروفات قبل الحفل بأيام فقد قرر طلال ومحمد عمل بروفاتهما قبل الحفل بساعات على كواليس المسرح.. ليتخذ كل منهم ركناً قصيّاً يؤدي فيه بروفاته قبل الحفل.

‏وقد كان إلى جانب طلال بالإضافة لفرقته، الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن والملحن العملاق عبدالله محمد.. وبعد أن تمرّن طلال على مقادير وأغراب وغيرهما، نظر إليه الأمير بدر وقال له لديّ نص بعنوان (يا صاحبي) فهل تستطيع تلحينه وغناءه قبل الحفل؟

‏يقول سراج: أخذ طلال النص وقرأه ثم نظر بدوره إلى عبدالله محمد وقال له ليس لها إلا أنت.. وسلمه النص… ثم يكمل سراج: اختفى عبدالله محمد لنصف ساعة على أكثر تقدير ثم عاد لنا وهو يغني بلسانه (بحكم أنه لا يعزف العود) على مقام البنجكة مقدمةً موسيقية عظيمة ثم يشرع وسط ذهول الجميع في غناء أغنية:

‏ يا صاحبي ..

‏يا صاحبي ..

‏مافي الهوى راحة …

‏احذر تبيع القلب لجراحه …

‏يا صاحبي

‏

‏بدأ الحفل وصعد طلال ليفتتح بأغنية يا صاحبي ويتبعها بليلة تمرّين وأغانٍ أخرى حتى وصل لأغنية مقادير وغنّاها كاملة..

‏حينها صفّق له الملك سلمان كثيراً وطالبه بإعادتها وحين أعادها وأنهاها طلب منه إعادتها لمرة ثالثة واستجاب طلال وعلى وجهه علامات الفخر والحبور.

‏ ليختتم بعدها طلال مداح وصلته ويترك المسرح ويرحل، وكذلك فعل الملك سلمان وبقية الأمراء الحاضرون ..

‏وعندها صعد الفنان محمد عبده للمسرح مستعدّاً لأداء وصلته ..

‏لكن الجميع كان قد غادر ..

‏وعلى رأسهم الملك سلمان.



من صحيفة انحاء