عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-31, 11:41 AM   #1
:: نقل آلي للأخبار ::


الصورة الرمزية ناقل الأخبار
ناقل الأخبار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 2015-12-29 (12:00 AM)
 المشاركات : 96,964 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
B15 فلسفة «عروة» في إعادة توزيع الثروة



أحمد عبد الرحمن العرفج

أَعْلَم أنَّني فَقير، وفَقري لَيس عَيبًا، ولَكنَّني لَا أُحبُّ الفَقر، وقَد صَدَق أَخُونَا «بيل جيتس» عِندَما قَال: (لَيس العَيب أَنْ يُولد الإنسَان فَقيراً، بَل العَيب أَنْ يَموت فَقيراً).. والأخ «بيل جيتس» هُنَا يُشير إلَى أَهميّة العَمَل، بمَعنَى أنَّ الإنسَان لَا ذَنب لَه في أَنْ يُولد فَقيراً، ولَكنَّه يَتحمّل الذّنب حِين يَموت فَقيراً، لأنَّ المَسْأَلَة -باختِصَار- تُؤكِّد أَنَّ الولَادة في الفَقر؛ حَالة لَا دَخل للإنسَان فِيهَا، أَمَّا أَنْ يَموت فَقيراً، فذَلك بكَامل إرَادته واختيَاره..!

هَذه الفِكرة تُذكّرني بأُخرَى؛ كَان يُسوِّقها ويَطرحها شَاعر الصَّعاليك الكَبير «عروة بن الورد»، المُسمَّى بـ»عروة الصَّعاليك»، فقَد كَان يَجمع أمثَاله مِن الصَّعَاليك، فيَذهبون إلَى أَموَال الأغنيَاء ويَسرقونها، ثُمَّ يُوزّعونها عَلى الفُقرَاء، عَن قَنَاعةٍ تَامَّة، مُعتَقدين بذَلك أنَّهم يُعيدون تَوزيع الثَّروَة؛ وفق طَريقتهم الصّعلوكيّة..!

وقَد عُرف هَذا الشَّاعِر -وهو «عروة بن الورد بن زيد العبسي»- أنَّه مِن أقوَى وأشجَع شُعرَاء العَصر الجَاهلي، وعُرف -أَيضاً- بالسَّمَاحة وحُب العَطَاء، حتَّى قَال الخليفَة «عبدالملك بن مروان»: (مَن قَال إنَّ حَاتم الطَّائي أَسمَح النَّاس، فقَد ظَلَم «عروة بن الورد»)..!

وقَد استقَى كَثيرون حُبّ الغِنى، مِن الشَّاعِر «عروة بن الورد»، ولَازلتُ أَتذكَّر -عِندَما قَرأتُ لهَذا الشَّاعِر؛ وأنَا في المَرحلة المُتوسِّطة- أنَّ امرَأته نَاشَدته باجتنَاب الذُّل، وعَاتبته عَلى الغَزو، ونَهب المَال، والحِرص عَلى الغِنَى، فقَال لَهَا:

دَعِينِي لِلْغِنَى أَسْعَى فَإِنِّي

رَأَيْتُ النَّاسَ شَرُّهُمُ الفَقِيرُ

وَأَبْعَدُهُمْ وَأَهْوَنهُمْ عَلَيْهِمُ

وَإِنْ أَمْسَى لَهُ حَسَبٌ وَفِيرُ

وَيَلْقَى ذَا الغِنَى وَلَهُ جَلاَلٌ

يَكَادُ فُؤَادُ صَاحِبهُ يَطِيرُ

قَلِيلٌ ذَنْبُهُ وَالذَّنْبُ جَمٌّ

وَلَكِنْ لِلْغِنَى رَبٌّ غَفُورُ

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي التَّذكير بأنَّ القَنَاعةَ كِنزٌ لَا يَفْنَى، وبأنَّ الحَلَال بَيِّن والحَرَام بَيِّن، ولُكلٍّ مِنّا فَلسَفته في الحَيَاة، إلَّا أنَّ المُسلم الحَق، لَابُدَّ أنْ يَحرص كُلّ الحِرص؛ عَلى نَبْتِة أَولَادهِ مِن الرِّزق الحَلَال الزُلَال..!!

نقلا عن المدينة .


 

رد مع اقتباس