عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-08-15, 11:11 AM   #1
:: نقل آلي للأخبار ::


الصورة الرمزية ناقل الأخبار
ناقل الأخبار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 2015-12-29 (12:00 AM)
 المشاركات : 96,963 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
A21 مسئولية السياسي اتجاه المثقف



في أحد ليالي الرياض الشتوية لعام 2015 م سرني أن أكون أحد الحضور في جمعية الثقافة والفنون بالرياض للاستماع لورقة ثقافية يقدمها الدكتور القدير مرزوق بن تنباك، وبإدارة الدكتور سعد البازعي وكانت تعنى بالشعر، واللغة، والمرأة في العصر الجاهلي. كانت ليلة مخملية تحفها الأجواء الباردة تزينت بوجوه أحبت الثقافة ومعالمها، وفي موقعي قرب مدخل المكان دخل شاب يافع يحمل في وجهه كثير من الحيرة والحماسة قلت في نفسي ما جاء بهذا الشاب إلى هذا المعتكف الثقافي وقد ترك خلفه أقرانه في “الثمامة” حيث السمر واللهو والاجتماع حول النار. ومع صوت الدكتور مرزوق وجمال أحد الابيات من العصر الجاهلي التي كان يلقيها تلاشت الأسئلة والخيالات حول هذا الشاب.

وبعد مضي ساعة من حديث الدكتور فُتح باب الأسئلة. إلا بصوت الشاب الحائر من بعيد يطلب أن يتاح له السؤال فكان له الميكرفون فعرف بنفسه ووجه أصابع السؤال للدكتور وللجميع.* لماذا أنتم هنا في هذا المعتكف ؟! لماذا أنتم بعيدين عن الشباب والشارع؟!* لماذا تخفون كل هذه الثقافة ؟!* كانت أسئلة واضحة ودقيقه أبتسم الدكتور مرزوق وأجابه يا بني هذا المكان هو المتاح لنا ثم أن الشباب والشارع قد تولع بالدعاة والقصاصين. كان الجواب مقنع للشاب الواعي وتفهم الإجابة وخرج في لحظتها ورحل من المكان لكن للأسف كنت أرى الحيرة لازالت في عيناه عند خروجه.

كان جواب الدكتور مرزوق في هذا الصدد هو جواب السواد الأعظم في الساحة الثقافية، لكن أنا هنا سأسمح لنفسي بإضافة أتمنى أن يتقبلها السياسي السعودي، حيث أجد أنه صاحب الرد الشافي على أسئلة هذا الشاب المولع بالثقافة بكل أشكالها من مسرح وملتقيات وفنون، فالعزله الثقافية عن الجو العام يعود لإرادة السياسي لأنه هو المحرك للثقافة ليس في السعودية فقط.* إنما على مدى التاريخ العربي القديم والمعاصر.

*يعاني الجو العام السعودي من هجوم متطرف ومتشدد يتغذى على الازمات السياسية والفكرية وقد أصاب هذا الهجوم بعض شبابنا للأسف ففقدنا جزء منهم في حروب خارج الوطن وجزء اضطررنا أن نقتلهم ونواجهم بالقانون لما بدر منهم من أعمال إجرامية. ومن خلال هذه الصورة المؤسفة أعتقد أن النخبة السياسية في السعودية بدأت بالبحث عن حلول وأدوية لتعالج بها الجو العام الذي بدء جزء منه يتأثر بمرض التطرف والعنصرية والطائفية. وفي خضم هذا البحث أعتقد أن أحد هذه النخبة وجد ملف في أدراج السياسة تم أرشفته منذ عقد من الزمن تحت عنوان -المشروع الثقافي-فصرخ لقد وجدتها! لقد وجدتها!* ومن حينها نحن نلتمس بداية هذا الحل خلال هذا العام في بعض المظاهر الثقافية كسوق عكاظ وغيرها من القرارات.

لكن لاستكمال هذا المشروع وضمان استدامته وتحقيق الهدف السياسي منه وهو الاطاحة بمظاهر التطرف والتشدد من ثم الهدف الإنساني بخلق حراك ثقافي ينمي القيم، والأخلاق، والابداع في المجتمع يجب أن تتخفف وزارة الثقافة والاعلام من البيروقراطية والمحسوبيات التي تقتل الثقافة والحس الادبي والابداع الفني، فجزء من الحل هو تمكين مفكرينا ومثقفينا من أدوات الدخول الفعلية للمجتمع أما ما دون ذلك سيعد إخفاقاً.



من صحيفة انحاء


 

رد مع اقتباس