تأملات في الحياة

د. أحمد السقاف



وزائرتي كأنّ بها حياء* *** فليستْ تزورُ إلاّ في الظلام

عني المتنبي بها الحُمّى التي تزور خجلا في الظلام ، وأنا زائرتي هي الأفكار والأوهام التي تساورني وتبعث فيّ الحسرة والآهات على نفوس صافية* وزمن لا أعتقدُ عودته.



أشاهد برنامجا من أحب البرامج التلفيزيونية إلى نفسي يبثّ من قناة روتانا خليجية يقدمه مذيع لبق وواع هو الأستاذ علي العلياني ويستضيف فيه كل أربعاء صاحب معرفة ومثقفا ومصلحا هو الدكتور* أحمد العرفج .

حين سحب ذات يوم* بعيد الأستاذ الفاضل عبد الرحمن دوم* ورقتي الاختبار مني ومن زميلي سالم مليباري وهو يقول سأعيدهما بشرط ألاّ تعودا لمحاولة الغش أيها المتفوقان ظللتُ أسأل نفسي* هل الأحاسيس والعواطف والصفاء والأخلاق والمشاعر يمكن أن تقود الإنسان إلى الجهل أو الجنون أو عدم الوعي ؟ هي بالنسبة لي* ليست ضعف ثقة أو ضعف شخصية ولكنها الإنسانية بكل تمظهراتها؟

عشتُ حياتي في مكة المكرّمة بحلوها ومرّها *وتشرّبتُ *من طهرها وزاملتُ أفذاذا من مثل إبراهيم نتو وفاروق مجاهد وإبراهيم جستنيه* ومأمون زواوي ، ثم بُعثتُ إلى الولايات المتحدة لمدة ستّ سنوات بعد حصولي على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية التربية ، وعدتُ بعدها حاملا معرفتي وعلمي نحو وطن منحني كلّ شئ لأبدأ معه رحلة الوفاء .

علمتني الحياة* أنها تجربة يلخصها قول الشاعر:

ثمانيةُ تجري على المرء دائما *** وكلّ امرئ لابدّ أنْ يلقى الثمانية

سرور وحزن واجتماع وفرقة ***** **وعسر ويسر ثمّ سقم* وعافية



وختام تأملاتي أقول :

سألني الليل لماذا تسهر مادام قلبك أصبح خاليا؟

أرد عليه : كيف لا أسهر وأتأمل الوجود وأعيش على ثقة* بأنّ كلّ شئ بإرادة الله ، القلب مليئ بالأحاسيس والمشاعر لكنّها دوامة الحياة* التي لا مفرّ منها .