تزوير العبادات

إبراهيم محمد باداود

بعض الأشخاص يعمد إلى القيام ببعض العبادات ولو باللجوء إلى بعض المخالفات ، فقد تراه يتسلل في رمضان للدخول لمكة للعمرة ويقود سيارته مرتدياً ثوباً ليعتقد رجال الأمن بأنه زائر فلايقف في مواقف العمرة في مدخل مكة ، في حين تجده يرتدي تحت الثوب إحرامه للتوجه لمكة لأداء العمرة ، وهناك أناس تجدهم يلجأون للحيل بل وأحياناً للكذب من أجل أن يقوم بعبادة معينة قد تكون سُنَّة في الأصل وليست حتى ركناً .

والآن ومع قدوم موسم الحج نجد البعض يسعى للدخول إلى مكة لأداء الحج بدون تصريح ، فهو يعمد إلى التسلل مؤملاً أن ينجح في ذلك ، وهناك أناس يتم القبض عليهم ومنهم من يتمكن من التسلل ، ومنهم من يأتي بتصاريح مزورة أو متنكراً في زي نساء أو ضمن حملات حج وهمية أو حتى عبوراً بالأقدام ، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة لمتابعة هؤلاء المتسللين ووجود أكثر من 82 ألف رجل في خدمة ضيوف الرحمن واستحداث خطط جديدة لمواجهة من يحاولون تجاوز الأنظمة للحج بلا تصريح أو من خلال تصاريح مزورة ، إلا أن هناك فئة ممن لايحترمون الأنظمة يعتقدون أن أداء مثل هذه العبادة يمكن أن يتم بمثل هذه الطريقة غير النظامية .

سبق لمفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء أن أفتى بأن التحايل على التعليمات المنظمة للحج من قبل الدولة مخالف للشرع ولولي الأمر وأن صاحبه يرتكب محرماً وأشار بعدم جواز إدخال الحجاج إلى المشاعر بدون تصاريح لأن في إدخالهم مخالفة لولي الأمر كما أفتى بذلك الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء مبيناً أن من يحج بدون تصريح يعتبر عاصياً وآثماً .

من المواطنين والمقيمين في المملكة من نجده في كل عام يتجه إلى الحج على الرغم من أن التعليمات قد حددت تصاريح الحج كل خمس سنوات للتخفيف من الزحام على حجاج بيت الله الحرام القادمين من كل فج عميق ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة ولإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن ممن لم يؤدوا فريضة الحج من المسلمين في أنحاء العالم.

ليس الحج فقط بل هناك العديد من العبادات المختلفة التي يسعى البعض للقيام بها فيظهر أمام الناس بأنه عابد ناسك في حين أنه قام بأدائها بطرق مخالفة وخارجة عن القانون والنظام.

إنها قضية مهمة تحتاج منا إلى حملة داخلية تثقيفية وتوعوية مرتبطة بنظام عقوبات صارم يبتعد عن العواطف أو تسمية الأشياء بغير مسمياتها فلايمكن أن يصبح طريق كسب رضا الخالق من خلال معصيته ولايقبل أن نتهاون بالأنظمة والتعليمات ويبقى الحج للبعض وكأنه سياحة سنوية لعدم احترامهم للأنظمة في حين لا يؤديه البعض لاحترامهم الأنظمة واتباع تعليمات ولي الأمر .

نقلا عن “المدينة”.



المحتوى من صحيفة ماب