?السعودية? في الحالتين

انهالت الانتقادات على الخطوط السعودية مرتين خلال أسبوعين أو أقل، مرة عندما غصّ مطار الملك خالد الدولي في الرياض بالمسافرين وتكدس بحقائبهم، ومرة ثانية عندما أعلن موقع سكاي تراكس قائمته لأفضل مائة شركة طيران في العالم وحلت “السعودية” في المركز (82)، وفي المرتين تلقى الناقل الوطني سيلا من الإنتقادات القليل منها يقدم تحليلا موضوعيا ومنصفا .

شخصيا انتقدت الخطوط السعودية كثيرا هنا في “أنحاء” أو عبر مواقع التواصل لدرجة القسوة في بعض الحالات خاصة عندما أكون ضمن المتضررين من خدماتها وأعايش التجربة بنفسي بتأخر رحلتي عن موعدها، ولكن وللأمانة فقد تحسن الوضع كثيرا في هذا الجانب وهو ليس محور حديثنا، لكنه توطئة للتعبير عن تعاطفي مع الخطوط السعودية في الحالتين الأخيرتين إزدحام المطار وتصنيف سكاي تراكس .

في الحالة الأولى وجدت الخطوط السعودية نفسها بين مطرقة المطالبة بزيادة الرحلات، وسندان ضيق الصالات وتقادم الأجهزة مع إقبال كثيف على السفر خلال فترة وجيزة، وُجهت الانتقادات للخطوط السعودية دون غيرها من الأطراف وهذا إجحاف .

وفي الحالة الثانية تلقت السعودية سهام النقد لأن موقع سكاي تراكس المختص في تقييم الجودة بشركات وصناعة الطيران قدم قائمة لتصنيف شركات الطيران في العالم وحلت في الخطوط السعودية في المركز الثاني والثمانين وهو مركز متأخر دون شك لو كان التقييم موضوعيا .

تصفحت الموقع الإلكتروني لسكاي تراكس واطلعت على تفاصيل التصنيف ووجدت أن عملية الترتيب تتم من خلال تصويت الجمهور وشركة الطيران التي تحصل على أكبر عدد من أصوات الجمهور تأتي في المركز الأول مثلها في ذلك مثل شاعر المليون !

التصنيف لا يستند إلى معايير موضوعية ويعتمد على تصويت المسافرين وهي ثقافة نادرة في مجتمعنا ولا أعتقد أن هناك من يتابع هذا الموقع أو سمع بالتصويت الذي تم ، وقد يكون هذا تقصير من الناقل الوطني في تعريف ضيوفه وعملائه بمثل هذه التصنيفات ليشاركوا في التصويت والتصنيف بموضوعية .

وبالمزيد من البحث يتضح الكثير من التساؤلات التي تشكك في معايير الشركة وحيادية تصنيفها وافتقاده للموضوعية، وهو ما دفعني للتعاطف مع الخطوط السعودية إزاء الإنتقادات التي طالتها بسبب تصنيف يفتقد لمقومات التصنيف الموضوعي والحيادية .

انتقدنا الخطوط السعودية وسوف ننتقدها متى تطلب الأمر ولكنها لم تكن تستحق النقد في حالتي إزدحام المطار وتصنيف سكاي تراكس .. وفي الحالتين “السعودية” في السليم.



من صحيفة انحاء