أيقونة السينما المصرية..«شادية» ذابت في حب مكة

في طريق خروجها من المصعد بأحد فنادق مكة المكرمة، قابلت الإمام الشيخ محمد متولي الشعرواي مصادفة فعرفته وأنكرها، إلا أنها أبت أن تمر هذه اللحظة ولا تسلم على الشيخ المصري الجليل ذائع الصيت فنادته بلهفة الابنة، “عمي الشيخ مش عرافني.. أنا شادية” فرحب بها الشيخ ودعا لها الله أن يغفر لها ما تقدم وما تأخر من ذنبها وأن يتم عليه نعمته بهداه، لترد متسائلة “وهل يغفر الله لي ما اقترفت؟” ليطمأنها بقوله العزيز في كتابه الكريم «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».

واحدة من اللحظات المفصلية الفارقة في تاريخ مسيرة ورحلة حياة الفنانة المصرية فاطمة أحمد كمال شاكر -التي اشتهرت باسمها الفني #شادية الذي اختارت أن تظهر به على الشاة الكبيرة #السينما-، بحسب الشاعرة علية الجعار- مؤلفة أغنية في مدح رسول الله- والتي كانت بصحبتها –آنذاك- *لتقرر بعد ذلك أن تعتزل الفن نهائيًا، مودعة جمهورها بأغنية في مدح رسول الله احتفالًا بلية المواد النبوي الشريف من عام 1986.

كانت هذه الأغنية نقطة تحول كبيرة في حياة شادية ،وآخر مرة غنت فيها بعد أربعين سنه من نشاطها الفني والذي طوي في هذه الليلة إلي الأبد!، لتتحول بعد ذلك واحدة من أكثر مشاهير وأيقونات أفلام السينما المصرية إلى ناسكة متزهدة متعبدة وتحول نشاطها الفني إلى القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل حتى الفجر الذي قالت عنه أنها كانت تنظره بفارغ الصبر، لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السحر.

وبعد اللقاء العابر في الأراضي المقدسة عادت شادية الى مصر وسألت عن منزل الشيخ الشعراوي في الحسين، وذهبت اليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت الى القرآن الكريم والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول انها تنتظره بفارغ الصبر، لانها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السَّحر، وقالت للشيخ: ان أول آية في القرآن الكريم جذبتها هي «ادعوني أستجب لكم».

وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض بانها ستحضر لتتسلم جائزتها… وزاد البعض انها ستخلع الحجاب، واتصلت شادية بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ: لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد ان اقتنعت بكلام الامام.

وفي حوار لها مع الكاتبة سكينة فؤاد، قالت شادية عند سؤالها عما إذا كان انتابها الشك في مصدر أموالها التي ادخرتها من عملك في الفني: “حتى لا أضع نفسي في هذه الريبة، تبرعت بكل ما ادخرته من عملي طوال السنوات الماضية كفنانة لصالح الجمعيات الخيرية واعتبرت هذه هي الخطوة الأولى من رحلتي في رحاب الله ولم أتردد لحظة في ذلك”، وأعربت عن حبها الشديد وتعلقها بالبلد الحرام #مكة المكرمة.

وانطلقت فاضطمة تشق طريقها بعد ذلك في العمل الصالح وحضور مجالس العلم والإيمان في مسجد الدكتور مصطفى محمود، ودعتها هذه التوبة إلى القيام ببعض الأعمال الخيرية منها، مساعدة الفقراء، والتبرع ببناء مسجد ومستوصف ومجمع خيري، وإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وعمل مونتاج لأشرطة «كاسيت»تحتوي على تلاوة مرتلة للقرآن الكريم كاملاً مع تفسيره باللغة الإنجليزية، ومن ثَمّ توزيعه على المراكز الإسلامية، وفقا لـ«الفن الواقع والمأمول.. قصص توبة الفنانات والفنانين».



المحتوى من صحيفة ماب