مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2017-11-15, 06:08 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
أين رواتب الناس وحقوقهم
عبد الله المزهر
والفساد بالفساد يذكر، فإن مد اليد في جيوب المستضعفين من الخلق لا يقل جرما عن مد اليد في «جيب الحكومة»، بل إنه أشد وأنكى وأكثر إجراما. وإن كان المبرر للسطو على مال الحكومة هو أن المال العام كان «سائبا» في فترات مضت لدرجة تشجع على أخذه، ولم يكن الأمر يحتاج إلى مجهود يذكر، وكل ما كان يحتاجه اللص هو أن يتخلص من ضميره، وسوف يجد أموال الدولة أمامه تقول له في غنج ودلال «هيت لك». ولا وازع ولا خوف يجعله يقول: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون. إن كان ذلك سهلا فإن البسطاء من الخلق لم تكن أموالهم كذلك، والسطو ليس شرطا أن يكون بالطريقة التي يفعلها الملثمون الذين يكسرون الأبواب والخزائن. يكفي أن تكون شركة كبرى تحسب ميزانياتك وأرقامك بالمليارات ـ المليار يساوي رزمة من الأوراق النقدية من فئة 500 ريال ارتفاعها 200 متر ـ ثم لا تعطي الموظفين والعمال رواتبهم لفترة تزيد عن السنة. هذه سرقة أخرى وفساد أشد وأنكى من أي فساد آخر. لأنك لم تظلم فقط، بل هيأت أناسا عاديين مسالمين محبين للخير ليكونوا مجرمين ولصوصا، فالعامل الذي لا يأخذ راتبه الذي هو أوضح حقوقه أكثر عرضة لأن يتحول إلى لص من أجل أن يعيش فقط. وأنا أتحدث عن تجربة وشيء لمسته وعرفته وعايشته، فأحد أشقائي كان يعمل لدى شركة كبرى للمقاولات، ولم يتسلم رواتبه منذ عشرة أشهر كاملة، وهذا يعني الكثير من الديون والأقساط التي لم تدفع لأصحابها، وكثيرا من القضايا، وربما في فترة قادمة السجن وإيقاف الخدمات، وهو يدفع ثمنا لذنب وجريمة لم يقترفهما، حتى حصوله على وظيفة جديدة قد يتعرقل بسبب إيقاف خدماته. أعرف أن المئات وربما الآلاف يعيشون ذات القصة، ولا أحد يهتم ولا يضغط على هذه الشركات لإعطاء الناس حقوقهم قبل أي شيء آخر. مكاتب العمل التي يفترض أن يتجه إليها هؤلاء لا تفعل شيئا يذكر تجاه المؤسسات والشركات الكبرى، وتكتفي غالبا بالمراسلات التي لا تسمن ولا تغني من حاجة. وعلى أي حال.. الأيام تشكل فارقا كبيرا عند هؤلاء المسلوبة حقوقهم، والوعود المطاطة والمماطلة تزيد الأمر سوءا ولا تحل المشكلة. حين تخبر إنسانا لم يلتق براتبه منذ عام كامل بأن مشكلته ستحل قريبا وربما في خلال بضعة أشهر، فإنك لا تختلف كثيرا عمن يجد إنسانا يكاد يموت من العطش وينازع أنفاسه الأخيرة ثم تقطع له وعدا بأنه سيشرب بعد شهر من الآن، كل ما تفعله هو الشروع في قتل أحلامه قبل أن تغادر روحه جسده. نقلا عن مكة. المحتوى من صحيفة ماب |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|