منتدى نور الإسلام الإسلام .... نبراس حياة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2013-05-23, 07:47 AM | #1 |
:: الموج الهادي ::
|
خلق العفو والتسامح
العفو والتسامح يربط بين البشر العديد من الروابط ، ومن خلال العلاقات الاجتماعية المتشابكة ، واختلاف خبايا النفوس ، وما يحاك في الرؤوس تنشأ خلافات ، وتنشأ تصادمات ، وتكاد تكون حياة الإنسان مكونة من علاقات بشرية فيها تواصل حميد ، وأخرى فيها تواصل مقيت حيث يحمل بعض الناس بغضاً وكرهاً ومعاداة لأشخاص آخرين فتغدو العلاقات واهية ومتعبة ، ويغدو التواصل الجيد كقطعة نفيسة نادرة يشعر المرء بأهميتها وقيمتها ، ويعمل للحفاظ عليها ، وأما العلاقات السيئة فأحسن ما يعدّ لهذه العلاقات : استيعابها والمقدرة على صدّها مع العفو عن صاحبها إن اعترف بخطئه واعتذر عنه . ولكن لماذا العفو ، ولماذا لا ينفذ الرد الرادع ؟ إن العفو يمحو كل أثر ، فلا يبقى للموضوع أيّ ندبة في القلب ، أو أيّ تفكير للردّ المعاقب المكافئ ، وهذا ما لا نراه في واقعنا حيث نرى أن المتضرر من غيره يعيش عمره وهو متألم مما جرى وحزين ينتهز الفرصة إمّا للإيقاع بالخصم ، أو تجريحه أو النيل من سمعته ، ولهذا أثر سييء على الصحة النّفسية والجسمية . وكثيراً ما توقفت عند ما علّمنا إياه النّبي عليه الصّلاة والسّلام من دعاء في ليلة القدر وهو : طلب العفو ، فلا شيء يعدل أن تمحى ذنوبنا ،وعلينا أن نذكّر أنفسنا باسم الله ( العفوّ ) لنتحلى بهذه الصفة الراقية قال ابن الأثير في النهاية/3: 265 ( من أسماء الله تعالى ( العفوّ) , وهو فعول من العَفْوِ وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه, وأصله المحو والطمس, وهو من أبنية المبالغة .) فالله القادر على أن يعذبنا ومع ذلك يعفو عنا ، لذا علينا أن نتحلّى بهذه الصفة في تعاملاتنا مع من أخطأ في حقنا ، وجاءنا صادقاً ملتمساً السماح مقراً بخطئه ، فهذا العفو يعود على المسيء وعلينا بالخير إن شاء الله . قال الغزالي :" والعفو صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور , ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحْوِ , والمحو أبلغ من الستر . وحظ العبد من ذلك لا يخفى , وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه , كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم , وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له , وهذا غاية المحو للجناية ." ( المقصد الأسنى/140 ) وهنا تتزاحم المعاني ، وتتبين الفروق بين العفو والصفح ، فلطالما تجاورت الكلمتان في كتاب الله وآياته ، مرة بصيغة أمر وأخرى بصيغة شرط تبشر العافين عن الناس . قال القرطبي: " الصفح: إزالة أثر الذنب من النفس , صفحت عن فلان : إذا أعرضت عن ذنبه, وقد ضربت عنه صفحا , إذا أعرضت عنه وتركته ." الجامع لأحكام القرآن/2: 71 وقال الكفوي :" الصفح أبلغ من العفو ؛ لأن الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن . أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم فقط , ولا يقتضي حصول الثواب ." ( الكليات للكفوي/666 ) . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|