المحشش جار المسجد

كان يامكان في زمن من الأزمان وفي بلد* من البلدان رجل مع كل فجر وقبل قدوم المصلين يبخر المسجد استمر على هذا الحال لفتره من الزمن مع ان المعروف عنه لا يوحي بأنه من الصالحين والمصلين الا أنه نال اعجاب الكثيرين بما يفعله في المسجد قبل قدوم المصلين.

ورجل اخر من نفس البلده لا يصلي وهو تقريباً كان الوحيد الذي في تلك البلده لا يتواجد* في المسجد ومع انه ذا اخلاق حسنه ورجل امين الا انه من المنبوذين عند اهل البلده.

الرجل الأول كان يبخر المسجد قبل كل صلاة فجر لأن منزله بجوار ذاك المسجد ولا ينام ذاك الرجل في الليل وهو يدخن الحشيش وخوف من قدوم المصلين يبخر المسجد لأجل الا يشتموا رائحة الحشيش.

اما الاخير فكان لا يصلي مع الجماعه ولا يذهب الى المسجد الا نادراً لأن له ابناء معاقين لا يستطيعون الذهاب للمسجد فيصلي بهم في المنزل.

الشاهد من هذه القصه أن العبادات كصلاه والصوم والزكاه بين العبد وربه ولا يشترط أن يكون فعلها امام الناس اما الاخلاق الحسنه والمكارم فإنها تعاملات بين الناس ويشترط مشاركتها مع الناس لأن تلك المشاركه عباده.

فالبعض همه الوحيد تقييم* الناس بمظاهر عباداتهم ويعين المرائين على الرياء وإن لم يكن من الصالحين في التعامل مع من حوله فنجد أن مصطلح سوي كل شي الا الصلاه صلي دارج بين شريحه كبيره من الشباب في المجتمع وايضا المجتمع يتقبل ذلك المصطلح بكل صدر رحب فكيف يفعل كل شيء الا الصلاه هل يسرق ويصلي هل يزني ويصلي هل يشتم ويقذف ولا بأس بذلك اذا كان يصلي هل بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليعلمنا الصلاه أم ليتمم مكارم الاخلاق.

واخرين كأنهم عالمين للغيب مع انهم بالعين المجرده يشاهدون حسن التعامل والاخلاق من هذا وذاك الا انهم يبحثون عن الزلات من خلفهم لأجل أن يبغضونهم ويستطيعوا التبرير لأنفسهم في بغضهم بعثورهم على تلك الزلات

في الختام عاملوا وتعاملوا مع الناس بالمظاهر بعيداً عن شكليات العبادات بعيداً عن الزلات فلا احد معصوم ولو استطعنا ان نرى انفسنا لوجدنا اننا من اكثر البشر بشاعه.