مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-01-18, 08:29 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
صحوة .. السينما
في أواخر السبعينات الميلادية تقريباً حدث انقلاباً كبيراً في مجتمع الجزيرة العربية بعد حركة جهيمان الشهيرة .. وقتها نجحت هذه الحركة في بث روحها ونشر تشددها رغم مقتل زعيمها والقصاص من كل أعضائها .. نُزعت صور سميرة توفيق وفيروز وسيدة الغناء العربي من أبواب السيارات وأغلقت دور السينما البدائية وغابت الحفلات الغنائية عن الإعلام المرئي والمسموع وحوربت لحظة الفرح حتى في أعيادنا واستبدلت بموائد الذكر المتشددة التي جعلت الناس يزهدون في متع الدنيا الزائلة ويتمنون الموت للتنعم بالجنان بعد أن تمايزت الصفوف بين الفكر الديني المتشدد والآخذ بأشد الأقوال صرامة في المسائل الخلافية خاصة ما يتعلق بأحوال الناس وطريقة حياتهم ومعيشتهم والمتساهل في الأمور الأخرى الخاصة بالحكم وبالأحوال العامة وبين التيار الليبرالي الذي أصبح أوهن من خيط العنكبوت وكاد أن يُقضى عليه كلية لولا أن البعض كافح وتشبث بالأمل وقاتل حتى النهاية .
في تلك الحقبة التي ندفع ثمنها اليوم بدأ المجتمع يبتعد تدريجياً عن المنطقة الرمادية خاصة مع دخول مرحلة الصحوة التي نشطت خلالها عدد من الحركات الإسلامية كالإخوان والسرورية وأصبح لها أذرع قوية في كل موقع من المواقع ولها أعلام بارزة وأدبيات متناقلة استحوذت على الإعلام وبدأ تأثيرها يظهر بشكل واضح وجلي على كافة أطياف المجتمع .. تزامن ذلك مع ظهور الجهاد الأفغاني وصعود أسهم السلفية الجهادية حتى ضعف التيار الديني مرة أخرى في الألفية الثانية بعد التنبه لخطورته وتأثيره على أمن الدولة وبدأ المجتمع ينساق خلف هذه الموجة ويتخلص من سطوة العلماء وبدأت حظوتهم تقل وتأثيرهم يضمحل تدريجياً واتجه الغالبية إلى المنطقة البيضاء وأصبحوا أقرب ما يكونون للفكر الليبرالي وإن لم يؤيدوه صراحة بحكم أن الخوف من المسميات لازال طاغياً في الفكر الجمعي للمجتمع حتى وقتنا الراهن. هذه التحولات العظيمة تأثر بها بالدرجة الأولى الشباب الذين كانوا ولا زالوا هم وقود أي محرقة فكرية هدفها التغيير في المجتمعات خاصة أنها في مجملها حركات ارتجالية دون تخطيط محكم ينطلق من الواقع نحو استشراف المستقبل ونتيجتها بالتأكيد الفشل ويذهب ضحيتها الكثير من الشباب المتوقد التوّاق للحرية في كل أبعادها . مجتمع الجزيرة العربية كان قبل حركة جهيمان بسيطاً جداً ويعيش على الفطرة السليمة وتغيب عنه كل مشاهد التشدد التي عايشناها في فترة سابقة وأيضاً ما نشاهده الآن من تفسخ بدعوى المدنية الحديثة والتطور أي أن المجتمع على جهالته ووقوعه في بعض الأخطاء العقدية قبل تخليصه منها على يد الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله إلا أنه كان قريباً جداً من المجتمعات الحديثة وكان الأصل بالنسبة له الحلال حتى يحرمه دليل* شرعي من القرآن أو السنة لا لبس فيه أما السير خلف تورع بعض العلماء واجتهاداتهم اعتماداً على أحجية سد الذرائع التي أوقعتنا في بعض الفتاوي المضحكة فلم يكن ظاهراً بالصورة التي عايشناها وقت الصحوة وندفع ثمنها اليوم ولم يدخل المجتمع في سياسة الإغلاق الكلي الذي أوردنا مهالك السوء وتسبب في الانفصام الذي نعيشه الآن في سلوكياتنا بين الداخل والخارج وبين العام والخاص أي أن المجتمع كان متصالحاً مع نفسه ويعيش بهدوء في منطقة الدفء الرمادي رغم وقوعه كباقي البشر في الذنب والاستغفار منه . إن كنا نروم العودة مرة أخرى للواجهة والبدء في بناء مجتمعنا بطريقة صحيحة بعيداً عن التشدد في طرفيه الأبيض والأسود .. علينا الاهتمام بالأخلاق الإنسانية وتربية أبنائنا عليها في معزل عن الدين حتى لا نفقدها إن فقدنا تديننا وربط الفتوى بالواقع الذي نعيشه بعيداً عن ورع المفتي والاجتهاد في الحلال قدر اجتهادنا في الحرام والاعتماد على الاقناع بدل التلقين في كل أمورنا الحياتية والدينية واطلاق الحرية الفكرية دون المساس بالثوابت .. نفعل ذلك للعودة مرة أخرى لهذه المنطقة التي تَعايش فيها أجدادنا بمحبة طاغية فهي الأجمل التي قد تعيدنا للواجهة مرة أخرى وتبعدنا عن سياسة اغلاق لم نجني من ورائها إلا سوءً نراه اليوم في سلوكياتنا مع أن السينما لا زالت محرمة ونسائنا يسافرن بدون محرم مع السائق الأجنبي ولا يقودن مركباتهن كما يريد شيوخنا . من صحيفة انحاء |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|