كشفهم المسرح ..!
هي عدة اختبارات لم تكن تظهر على السطح ولم يكن يعرف نتائجها إلا من يفضل السكوت عنها لأنها تناقض ما كان يروى عنا , قصتي بأننا في مجتمع يدعي أربابه بالشواهد التاريخية و الإدبية بأننا بعيدين كل البعد عن التصنيف والتشدد وأن الاعتدال والتسامح والحريات الفكرية نزلت علينا من بد البشر دون غيرنا من أمم هذه الأرض , كنت في صغري أقرأ الكتب وأتغنى بأننا سليلة عريقة من الأمجاد الفكرية والأدبية وأن الجيل القديم من الأحياء لديهم حكمة ما في أن يظهروا بغير ما هو موجود في هذا التاريخ , كنا دوماً نقول نحن مستهدفين وربما هناك قوى خلف الطبيعة تخبأ لنا حدث نحن الوحيدين الذين سنظهر منه منتصرين , كنت لا أرى غير حقيقتنا بين كل الحقائق وعلى الرغم من هذا التشاؤم الذي يعتريني لازلت واثق بهذه الحقيقة .
لم تمضي سواء ساعات بسيطة على نهاية مسرحية أطفال نظمتها جمعية الثقافة والفنون بنجران حتى بدأت تتلون ساحتنا بنفس تلك الألوان التي تغطي تلك الساحات التي ننتقد تطرفها وتشددها في جميع المجالات , ولو تغاضينا عن الانتقادات التي صابت بحدتها وقساوتها الأطفال وذويهم وسلخهم بلا مبرر مقنع من المجتمع فهل سنتغاضى عن تلك الشخصيات التي قادت الانتقاد والتي طالما عرفناها في مواقع التواصل الاجتماعي كمعرفات أوهمتنا بأنها راقية و معتدلة !
أكن لهذه الشخصيات كامل الاحترام والتقدير لكبر سنها ولكن مهما كانت خبرتك في الحياة فليس هنالك مبرر بأن تقنعني بأنك معتدل تدعم كل الحريات ولديك القابلية للإختلاف ومن ثم تنكشف كمتعصب مع أول منعطف يواجهك , ومن يدري قد تحمل لنا هذه المسرحية أفاق أبعد من المشاهد التي مثلت فيها كأن نرى الوجه الأخرى لهذا المجتمع ومن ثم تنشأ تيارات قد تساعدنا في خلق أجواء تصحيحية لهذا النفاق الاجتماعي.
من صحيفة انحاء
|