حكاية جسر
بعد الإعلان عن قيام جسر برمائي يربط بين السعودية ومصر، لا بد من رواية قصة من أرشيف التاريخ، فأحيانا تسجل الصحافة ما ينساه المؤرخ.
في عام 2005 تولى الملك عبدالله بن عبدللعزيز مقاليد الحكم في السعودية، وبعد اعتلاء العرش الملكي قام بجولة شملت كل مناطق المملكة.
أثناء زيارة الملك لتبوك نشر الصحافي عبدالله الطياري خبرا عن تأسيس جسر يربط بين السعودية ومصر، وفي يوم نشر الخبر قامت القيامة، قالت مصر أنها لم توافق بعد على الجسر، وصرحت تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل بأن بلادها لن تسمح بجسر سعودي مصري، وأعلن البيت الأبيض في عهد جورج دبليو بوش بأنه يتحفظ على فكرة جسر يجمع المملكة ومصر.
قام وزير الإعلام السعودي إياد مدني شخصيا بالتحقيق مع الصحافي الذي نشر الخبر، الطياري كان واثقا من مصدره، ومدني كان واثقا من الطياري فطوي الملف.
قامت ثورة 25 يناير، وفي أول اجتماع لحكومة عصام شرف، أول حكومة بعد الثورة، أعلنت الحكومة المصرية أنها ستنظر في مشروع الجسر الذي رفصه مبارك. اعتقدنا أن القصة انتهت هنا حتى شاهدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي يعلنان ولادة الجسر رسميا.
حين قام جمال عبدالناصر بمفاوضات سرية مع إسرائيل قال إن المشكلة الكبرى أن إسرائيل تعزل جغرافيا عرب آسيا عن عرب أفريقيا، لا بد من تحقيق الاتصال إما باستعادة النقب أو بجسر، وتحقق الحلم.
|