الشخص الانتقالي

ذكر لنا الكاتب ستيفن كوفي في كتابة العادة الثامنة تعريف مختصر “للشخص الانتقالي” وهو الشخص الذي يوقف انتقال الصفات التافهة من الجيل الذي سبقه إلى الجيل الذي يليه (اطفالك واحفادك).

والقرارات الحاسمة الصادرة من مجلس الوزراء مؤخراً المتمثلة في تعديل نظام المخالفات المرورية ووضع قانون رادع “للتفحيط” و”المفحطين” الهاوين قتل الارواح وتلف الممتلكات, وذلك بفرض غرامات مالية وحجز لمركباتهم وسجنهم, آتت هذه العقوبات تحمل صفات “الشخص الانتقالي” الرافض لاستمرار هذه العادة السيئة للجيل القادم وتمثلت هذه الصفة*في قيادتنا الحكيمة, هذا القرار سيضمن لنا بأذن الله جيل قادم لا يمارس “التفحيط” فقد اوقفنا انتقال صفات “المفحطين” التافهة اليهم وحميناهم من افكارهم الملوثة وحافظنا على اجسادهم من الاعاقة وارواحهم من الموت المفجع.

يمكننا أن نصبح اشخاصاً انتقالياً إذا واجهنا كل*الصفات السيئة*الدخيلة*علينا*وإذا تصدينا لكل*صفة تافهة استحدثت في مجتمعنا, الوعي والحرص من بعض العادات السلبية التي تبدأ صغيرة وتستغرق زمناً حتى تتفشى وتصبح صفة سيئة بين الكثير من الاشخاص, إيقافنا*لها منذ البداية والعزم على أن نميتها قبل اكتمال نموها هذا الوعي سيحمي اجيال من بعدنا, كذلك بعض العادات والصفات السيئة التي اكتسبناها من اجيال سبقتنا حتى لو كنا نرفض أن نمارسها أو نظهرها في شخصياتنا الا انها مازالت هائجة بعض الشيء في نفوسنا, فلن يفيد أن نلقي باللوم على جيل سبقنا انه من تسبب في نقلها الينا ونلعب دور الضحية بدلاً من الاصرار على التخلص نهائياً منها حتى لا نورثها لأجيالنا.

عزيزي القارئ كم من العادات الشخصية السيئة لديك وجالت في خاطرك وانت تقرأ هذا المقال, كم من الصفات التي اكتسبتها مرغماً أو مخيراً شعرت بتفاهتها في نفسك؟

كم من هذه الصفات “التافهة” يقلقك أن يكتسبها ابنائك منك وتصبح متفشية في جيلهم, وكان باستطاعتك منذ الآن أن توقفها وتميتها؟

هل نقرر جميعا أن نطور من قدراتنا الداخلية وندرك امكانياتنا في الحد من انتشار*الصفات “التافهة” التي*بدأت تظهر في مجتمعنا, هل يصبح *كلاً منا هذا “الشخص الانتقالي” ونحمي انفسنا اولاً واجيالاً قادمة.



من صحيفة انحاء