يا مطرة? يا شجرة? يا حجرة!!!

محمد السحيمي



تنطلق في الرياض اليوم فعاليات مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، وهو المؤتمر الذي يجب أن يَجُبَّ ما سبقه من مؤتمرات، منذ المؤتمر الأول الذي استضافته جامعة الملك عبدالعزيز (1394هـ/ 1975م)، وهو الوحيد حتى الآن الذي تصدق عليه صفة الاستقلالية؛ إذ لم يكن يعمل تحت أية مظلة رسمية؛ غير المظلة الأكاديمية الصحية الصحيحة من أية أيديولوجيا متطرفة؛ كما حدث في المؤتمر الثاني الذي استضافته جامعة (أم القرى) سنة (1419هـ/ 1998م) في محاولة مما تسمى (رابطة الأدب الإسلامي العالمية) اختطاف ما تبقى من الأدب السعودي، قبل أن تستعيده وزارة الثقافة والإعلام في المؤتمر الثالث سنة (2009)، وكان يجب أن يكون المؤتمر الأول؛ لأنه الأول فعلًا تحت مظلتها، لكنها بدلًا من ذلك تبنت توصيات الأدباء الرواد في مؤتمرهم الأول، فيه وفي المؤتمر الرابع الذي عقد (2014)، وهي (الكليشات) التي لم تتغير إلا في أنها كانت في المؤتمر الأول مطبوعة على الآلة الكاتبة، بينما طبعت بالكمبيوتر، في الثالث والرابع، وهناك تسريبات غير رسمية تقول إنها ستطبع (إنفو جرافيكس) بعد (4) أيام!!



ولأن «العود على أول ركزة»؛ فإن بعض توصيات المؤتمر الأول أُخذت بعين الاعتبار؛ فأنشئت الأندية الأدبية تحت مظلة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب)، بعد أشهر من انتهائه، واعتمدت جائزة الدولة التقديرية في الأدب، ومنحت في ثلاث سنوات متتالية (1982) و(83) و(84) لتسعة من الرموز السعودية في الأدب! ثم توقفت الجائزة وكأن الأدباء قد انقرضوا! وما زال أستاذنا وذاكرتنا التي لا تتزهمر أبدًا (محمد عبدالرزاق القشعمي) ـ واسمه الحركي (أبو يعرب) ـ يلح في المطالبة بعودتها؛ بوصفه أحد مهندسيها الكرام البررة!!



بينما بقيت التوصية بضمان اجتماعي.. عفوًا بـ(صندوق تكافلي) ظل (أحمد السباعي) يطالب بتأسيسه منذ قيام الدولة الحديثة، إلى أن توفي رحمه (1984)! ولارتباط اسم (السباعي) بالمسرح؛ فقد أعلنت الوزارة سنة (2008) تخصيص جائزة للمسرح باسمه، وهي التي لم تعترف حتى الآن بـ(أبي الفنون)؛ الذي ما زال إحدى أهم التوصيات في كل المؤتمرات!!



ولكن المؤتمر الخامس سيكون مختلفًا، انسجامًا مع رؤية (2030)؛ ولهذا جاء محور (الطفل) إضافة نوعية غير مسبوقة!

وأمام المشاركين في المؤتمر تساؤل حاسم؛ عن الأنشودة الأنسب لتكون شعارًا للمرحلة: هل هي (يا مطرة حُطِّي حُطِّي) ؟ أم (شجرة حجرة خمس نجوم)؟؟؟

نقلا عن مكة .



المحتوى من صحيفة ماب