مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-08-02, 06:38 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
لستُ قدوة للباحثين عن الثروة!
يَتسَاءَل الكَثيرون: لِمَاذا لَم أُصبح غَنيًّا؟، ولِمَاذَا لَم يَكن الثَّرَاء مُرافِقاً لِي، رَغم أَنَّ نبُوغي ظَاهر كظهُور كِرشتي أمَام المُشَاهد..؟!
الحَقيقَة أَنَّ هَذا السُّؤال؛ جَعلني أبحَث عَن إجَابَاتٍ جَادّة، ففَكَّرتُ، ثُمَّ فَكَّرت، ثُمَّ أَطلتُ التَّفكير، حَتَّى اكتَشفتُ أَنَّ السَّبب يَكمن؛ في مُحَاولة إظهَار الشَّطَارة والفَهلوة والحِيلَة، ومِثل هَذه الأسلِحَة لَا تُفيد في صِنَاعة الثَّرَاء، وجَمْع المَال.. وقَد انتَبه إلَى هَذه النُّقطَة أَهل نَجد -عَليهم سَحائب الرَّحمَة- حِين قَالوا في أمثَالهم: (مَن عَاش بالحِيلَة مَات بالفَقر). بمعنَى أَنَّ مَن يَتعَامَل مَع الحيَاة وأرزَاقها؛ مِن خِلال الفَهلوة والحِيلَة، سيَكون مُجاوراً للفَقر، ومُستوطناً للفَاقة، ومُتعَايشاً مَع قِلّة ذَات اليَد..! وحتَّى لَا أَظلم نَفسي وأَظلمكم، إليكُم بَعض الحِيَل التي كُنتُ أُمَارسها، رَغم أنَّني مَازلتُ أستَخدمها في بَعض شُؤون حيَاتي: مَثلاً: حِين أَستأجرُ غُرفة بأحَد الفَنَادق، أَحرص عَلَى «تَحلِيل ثَمنها»، فمِن عَادتي أَنْ آخذ الأقلَام ومُحتَويات الحَمّام التي في غُرفتي، مُبرِّراً لنَفسي هَذا السّلوك؛ بأنَّه جُزء مِن «إعَادة تَوزيع الثَّروَة»..! هَذا في مَجال الفَنَادِق، أمَّا في المَطَاعم، فإنَّني أَكرَه تِلك اللَّحظَة التي يُحضر لِي فِيهَا «الويتر»، أو «النَّادل» -كَما يَقول أَهل الفُصحَى- تَكاليف الأَكل، أَو مَا يُسمَّى «فَاتورة الحِسَاب»، فتَنسدُّ نَفسي عَن الطّعَام، وحِين انتَفَخ عُمري وامتلأ جَسدي، ليَزن أكثَر مِن 100 كجم، نَصحني أَحد الأصدقَاء، بأَنْ أطلُب الفَاتورة قَبل تَناول الطَّعام، لتَنسدُّ نَفسي، فأَكتَفي بوَجبة وَاحِدَة، وأخسَر بَعض الشُّحوم المُترَاكِمَة في جَسدي، ولَا أَخسَر المَال..! وثَالث «الفهلوَات» التي أَختم بِهَا هَذه الكِتَابة، أنَّني كُنتُ في مَرحلة الدِّرَاسَة الثَّانوية أنَام في المَسَاجِد، لسَّببين: أَوّلهما، أَنْ أُدرك الصَّلَاة في وَقتها مَع الجَمَاعة، وثَانيهما، أَنْ أُوفِّر قِيمة استئجَار فُندق، لأنَّ الله قَدّر عَلى العَرفج اليَتيم، أَنْ تَكون كُلّ المَدارس والجَامِعَات التي دَرَس فِيهَا، بَعيدة عَن مَنزل الأُسرَة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَن أُذكِّر بأنَّ الفَهلوَة والشَّطَارَة، والتَّحايُل عَلى الآخرين، لَا يَأتي بالرِّزق والثَّرَاء، كَمَا أَنَّ القوّة أَيضاً لَا تَجلب الثَّروَة، وفي ذَلك يَقول الشَّاعِر: وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الرِّزْقَ يَأْتِي بِقُوَّةٍ مَا أَكَلَ العُصْفُورُ شَيْئاً مَعَ النَّسْرِ يَا قَوم، الثَّرَاء يَأتي -بَعد تَوفيق الله- بالتَّخطيط الجيّد، والصِّدق في التَّعَامُل..!! المدينة من صحيفة انحاء |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|