*علموهن احترام العلَم كذلك

سعيد السريحي

الفقرة الأخيرة في الخبر الذي نشرته صحيفة مكة يوم أمس عن تكوين لجان لاحترام العلم في المدارس وتوثيقها بالصور، الفقرة الأخيرة وحدها في الخبر نصت على مدارس البنين حين أشارت إلى أن تقارير تلك اللجان ينبغي أن تكون مدعمة بالصور والشواهد، وباستثناء تلك الفقرة فإن الخبر في مجمله يمكن له أن يكون شاملا مدارس البنين والبنات التي تشرف عليها إدارات تعليم موحدة وجهتها الوزارة لتكوين تلك اللجان ومتابعة أعمالها.

ولذلك فإن النص على مدارس البنين في نهاية الخبر ينبغي أن يؤخذ على أنه أمر خاص بالتصوير وليس شاملا للدور الذي ينبغي أن تنهض به هذه اللجان للتأكد من الدرس التربوي الهام والدور التأسيسي للمدارس في تكريس رمزية العلم، باعتباره دالا على الانتماء للوطن وغرس محبته في أنفس الطلاب والطالبات دون تفريق بين الجنسين في هذا الشأن.

ولاحترام العلم دور هام في تكريس قيم المواطنة، غير أن له دورا أهم في كشف بؤر التشدد التي لا يزال بعض المنظرين لها من الغلاة يرون أن في احترام العلم والوقوف له مخالفة للشرع وتعظيما لغير الله ودخولا في الشرك فأفسدوا بما يقولون أنفس كثير من الشباب وأضعفوا العلاقة بين الوطن والمواطن وسفهوا كثيرا من رموز الوطن، وبلغ بالغلاة منهم أن اعتبروا الوطن وثنا.

الحاجة إلى متابعة غرس احترام العلم ينبغي أن تكون شاملة للطلاب والطالبات ولعل الحاجة إلى غرسه في أنفس الطالبات أشد، فهن أمهات المستقبل، وهن الأقدر على تعليم أطفالهن معنى الوطن وغرس حبه في أنفسهم، وهن اللواتي إن صلحن صلح الوطن وإن أفسد الغلاة أنفسهن فليس من السهل إصلاح ما قد يفسدن.

نقلا عن عكاظ .