نواصي ابوسفيان العرفجي !!

مجاهد خلف

كنت ولا زلت أظن ان الإعلامية القديرة آمال فهمى صاحبة أشهر ناصية جماهيريا , وان الإسكندرانية هم أشهر من يقفون على الناصية أو الإمة (بكسر الهمزة)حتى خرج علينا الصديق السعودي العزيز الدكتور احمد بن عبد الرجمن العرفج بنواص جديدة استدعى إليها شخصية نسجها من خياله البحباح الممراح و جمعها في كتاب أهداه إلي خلال زيارته للقاهرة و سماه من نواصي أبي سفيان العاصي ..

أما أبوسفيان في المطلق فمعروف أو علم في رأسه نار , و أما العاصي فلا أعرف ولم أجد له تفسيرا , هل استعصى عليه ربما .. هل لاننا في زمن العصاة .. ربما , هل هو من العصيان و التمرد ربما .. هل هو من ” العوصة ” ( كلمة مصرية لها ظلال غير طيبة و ربما رديئة ) ..

هو إراده العاصي و أنا أراه أبو العريف ، وأبو العريف أوقع ، لمناسبته الحال والمقام ، من ظرف و فن وحكمة تتعانق مع كل وقفة أو تسكيعة على الناصية ..

و أنا أدعوكم للقيام بجولة أو جولات من التسكع الجميل على نواصي العرفج أو أبي سفيان العاصي نموذجا وذلك بعد أن اكتشفت ان هناك نواص لا تقل جمالا ورشاقة في الكتابة و هو ما يؤكد أن لكل فن نواصيه و ليس من الضروري ان تؤدى بك الناصية الى السقوط في هوة أو هاوية أو تضطر الى الدخول في زمرة ” لنسفعن بالناصية ” ..

فصاحبنا العرفج أو أبو العريف يجيد التسكع حول منابع فيضانات مخزون الحكمة وانوار العلم من منابعها الاصيلة

كل ناصية تذهب إليها متسكعا وتخرج مسكوعا مصكوكا ومدموغا بواحد حكمة مظبوط يا باشا ومظبطة بالضبط اليقيني ..

اذ يأخذك صاحبنا الى ساحة عالم جهبذ أوعتويل في مجاله ومقامه ثم يمنحك ” تويتايه ” من عصارة فكره أوعلمه في مناحي الحياة المختلفة ، و أبوسفيان أبو العريف متعدد المشارب و ينهل من كل بستان زهرة حتى ولو مرت السهرة ،المهم أنك لن تعدم معه كلمة مليحة أو نصيحة فصيحة أو حتى نكتة ، و لا يشترط أن تكون قبيحة ، إلا أنها تقترب بك من أهوال الفضيحة وتكاد تتركك على حافة الصفيحة وانت تنشد .. قل للمليحة ذات الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد ..

وكتاب النواصي لأبي سفيان العاصي هو أحد خيرات تويتر الكثيرة كما يقول الدكتور العرفج أو عامل المعرفة كما يسجله قبل كتابة أسمه بدلا من الدكتور أو الكاتب الصحفي أوما شابه كما يحب ان يسمي نفسه حيث جمع كل النواصي التي كتبتها حتى الآن والتي تبلغ بالآلاف واعتمد منها 500 ناصية لأنها تملك عنصر الاستمرار والديمومة وصالحة لكل زمان ومكان.

ونواصي أبوسفيان من عرفجيتها ( السهولة و الليونة ) أحيانا ، أو إغراقها في التقعر والصعوبة أحيانا اخرى تصيبك بالحيرة فهي تقف بك على خلاصة نظرية علمية أو تربوية لعلماء في الشرق أو في الغرب مسلمين وأجانب عرب وعجم ، ومرات تعزف لك على أوتار لغتنا الجميلة و تخريجاتها و إسقاطاتها ، وتبهرك قدرة العرفج على التوليد و التلقيح واستنباط أسماء والوقوع في أفعال و الحصول على متشابهات و متضادات وعدد غير قليل من التعبيرات الطروب اللعوب ..

ويكون التوليد في قمة السخرية عندما تتعانق ألسنة الشخصيات الأجانب ولغاتهم المتعددة ، فينتج لك عربية أحدث موديل ..يقول مثلا حَسبي الله عَلى العِمَالة الأعجميّة، بسَببها صِرْنَا نَتكلَّم هَكذا: (أنا بيِّارة.. أنت يحفر).. أو (أنا زبالة.. أنت يشيل)..!

* لا أدري مَن الذي لَعِبَ بإعدَاداتي اللُّغويّة.. فأنَا مُنذ الصَّباح لا أتحدَّث إلَّا اللُّغة الفُصحَى..!

و قفشات العرفج لا تتوقف وهي مليحة و مهلكة من الضحك و أشياء أخرى تتجاوز اللسع في كثير من الاحيان ..

بقي أن تعرف عزيزي إن كلمة العرفج تعني في اللغة و كما جاء في معظم القواميس ان العرفج : هو نبات شجيري معمر يتواجد في الأراضي الرملية الحصوية المتماسكة في كل من الكويت والمملكة العربية السعودية. وتعتبر زهرة العرفج الزهرة الوطنية للكويت، وللحفاظ عليها في الكويت صدر مرسوم أميري يمنع قطعها أو إتلافها في غير المنشآت الزراعية.

نقلا عن الجمهورية .