المتقاعدون.. هموم وأحزان وأمل

د. أحمد السقاف





هل نسى المجتمع الخدمات التي قدمها المتقاعدون للوطن ولأبنائه؟ ألم يفكروا في أنهم سيصلون إلي هذه المرحلة وهذا السن ؟ هل هذا هو جزاء ماعملوا ؟ بناء وتشييد ومساهمات فعالة كان مصيرها الجحود.

قاطعت رفيقي وقلت له: اعرف بما تحس ولكن ( لاتشكي لي أبكيلك )دموع وأحزان .. كان ينبغي الاهتمام بهم من قبل المسؤولين، لايعرفون معنى التقدير لما أوجدوه لهم بعد توفيق الله وأتمثل بقول الشاعر :

لايعر الشوق إلامن يكابده **ولا الصبابة إلا من يعانيها

كما كنا نتمنى أن تصدر تعليمات تعطى الأولوية والأهمية لهؤلاء المجاهدين . نجدأن المسؤول المتقاعد كان يشار إليه بالبنان ويحسب له ألف حساب ولكن وبعد ما أحيل إلى التقاعد وضع في (سلة المهملات).. وأرجو ألا أؤاخذ من استخدام هذا المصطلح .

هل نسمح لأنفسنا بسماع هذا الاصطلاح الدارج من طبقةمن الذين يعتبرون أنفسهم مثقفين وبعض العامة أن المتقاعد قد ( دخل الديوان من أوسع أبوابه )كيف يسمحون لأنفسهم وهم يؤمنون بشعائر الدين الإسلامي بتقدير الإنسان والنظر إليه ومراعاته ؟ تناسوا قول الحق سبحانه وتعالى :(ولا تنابذوا بالألقاب بئس الاثم الفسوق بعد الإيمان) أين القيم الإسلامية التي حثت الأفراد على احترام الآخرين ؟

أين هم من مفهوم المولى في قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

والتقوى هنا تشير إلي معنى من معانيها احترام الذات وتقدير مشاعر الكبار والمتقاعدين ؟

أليس هذا مأخذ من المآخذ على هذه الشريحة التي ينبغي أن تعيد النظر في حساباتها وتقدير من يجب تقديره ؟ وإنا لمنتظرون .

أين من عينيي تلك النوادي بمختلف مسمياتها والتي تشمل جميع الشرائح من طبقات المجتمع وبمختلف مهنها وتخصصاتها .علينا أن نفهم أن إيجاد مثل هذه النوادي ومشاركتها الفعلية وقضاء الجميع لمثل هذه السويعات فيها تعيد إليهم الحياة بماضيها وحاضرها .

أرجو ألا أكون قد ( خرفت ) أو ( دخلت الديوان )كما تزعم هذه الشريحة .

حتى بطاقات التقاعد التي أصدرت لايستفاد منها إلا في* قطاعات محدودة وحتى بعض المستشفيات لاتعترف بها .

لماذا لاتفرض عقوبات رادعة على كل مؤسسة لاتتعامل مع حاملي هذه البطاقات ؟

هدانا الله لما فيه الخير والصلاح وبالله التوفيق




















المحتوى من صحيفة ماب