مركز الأخبار كل الأخبار من كل المواقع-واس، ماب، سبق القمة- أنحاء - جميع حقوق الأخبار محفوظة للمواقع الأصل ، هنا نقل آلي فقط.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-04-09, 01:13 PM | #1 |
:: نقل آلي للأخبار ::
|
تعب الطريق
رغم سواد الطريق ورداءة أرصفته وظلمته وصعوبة منحنياته إلا أنني اخترت أن أكون مدافعا عنه في هذا المقال، فبحكم عملي في الإسعاف وما أشاهده بشكل شبه يومي من دماء تسيل وأشلاء متطايرة ورؤوس مهشمة وأطراف مبتورة وصرخات استجداء وعويل ونحيب وبكاء، بل وأكثر من ذلك هذيان ودهشة أطفال صغار نجو بأعجوبة يسألون عن والديهم المحتجزين في المرتبة الأمامية من السيارة، لأخبرهم أنهم بخير وأعلم أنهم فارقوهم إلى الأبد ولن يعرفوا بذلك إلا بعد وقت كفيل يجعلهم ينسون ملامحي لأنني لم أكن صادق معهم في ذلك الوقت، حقيقة بمثابة صدمة للكل أو البعض وهي أننا “نعيب على الطريق والعيب فينا”، الطريق لو كان غير جماد لنطق وتبرأ من كل التهم والسباب واللعان والشتائم التي للأسف لا نحسن غيرها.
للطريق حق ومن يتعدى على حقوقه لا يلوم إلا نفسه. فهل احترمنا الطريق؟ لو كان لنا أن نسأل بعضنا البعض بصدق وأمانة عن السبب الرئيسي لموت أحد أصدقائنا وأحبابنا في حوادث الطرق ونستثني الشاحنات الكبير التي تسرح وتمرح بلا حسيب ولا رقيب، فالإجابت سنقرأها على النحو التالي : كان مسرعاً ليلحق مباراة فريقه أو مناسبة زواج. كان يقود ويتحدث في الجوال. كان يبحث عن ولاعة سقطت تحت المرتبة ليشعل سيجارته. كان بصراحة يفحط. كان يكتب رسالة أو يقرأ محادثة. كان يشعر بالنعاس لأنه “مواصل”هذه المفردة العامية الدارجة راح ضحيتها أغلب شبابنا فلها أسباب وتداعيات خطيرة تحتمل كان وأخواتها. كان يشتكي من ضعف النظر وصعوبة القيادة في المساء. كان صغير في العمر ويضع مخدات على المرتبة ليرى الطريق. كان بالأساس لا يحسن القيادة. كان يلعب كرة قدم وسط الطريق. كان يقود دراجة هوائية أو نارية في الطرق السريعة. كان طفل صغير جدا يلعب في الشارع. عندما نكون صادقين مع أنفسنا تأتي الإجابات هكذا!! فهل احترمنا الطريق ؟ وهل احترمنا من يسلك الطريق بنظام والتزام وأدب؟ الجميع يعلم بأن الموت حق ولا اعتراض على أقدار الله لكن الأرقام مخيفة جداً ولم نتعظ بها، أعتقد لم تسلم أسرة أو عائلة في المملكة العربية السعودية من حادث مروري لأحد أفرادها أو بعضهم أو بكل أسى وحرقة جميعهم. وأنا اكتب الآن بكل تأكيد هنا أو هناك حادث مروري حتى وانتم تقرؤون. يقول أحدهم :”إنّ الأمة التي يعرف رجالها كيف يموتون هي الأمّة الجديرة بالحياة.” فعرفنا* كيف مات أغلب رجالنا الشباب، فهل نحن جديرون بالحياة، أم أن المرأة قادرة على حب الحياة والاستمتاع بها أكثر؟؟؟ |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|